قبل أن يجف حبر التوقيع السورى على بروتوكول بعثة مراقبى جامعة الدول العربية، قتلت قوات الجيش والأمن والشبيحة (البلطجية) التابعة للرئيس بشار الأسد أمس الأول 120 سوريا، فى أكثر أيام الأسد دموية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظامه منتصف مارس الماضى، بحسب تصريح المتحدث باسم «المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية» بدرعا، محمد الخطيب، ل«الشروق». قالت «الهيئة العامة للثورة السورية»: إن قوات الأمن قتلت 120 شخصا فى عدة مدن، بينهم ثمانون عسكريا منشقا عن جيش النظام، 72 منهم قتلوا فى مجزرة كبيرة فى كنصفرة بمدينة إدلب (شمال غرب)، بينما قتل الثمانية الآخرون، بينهم ضابط برتبة مقدم، برصاص الجيش فى الحسكة. ومن بين الشهداء أيضا 34 سقطوا فى كل من دمشق ودير الزور (شرق) ودرعا (جنوب) وحماة (وسط) والحسكة (شرق) وحمص (وسط)، التى بدأت قوات الجيش حملة لتطويقها، بحسب تصريح متحدث باسم «المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية» يزيد الحسن، لموقع «الجزيرة نت». ورأى المتحدث باسم «المجلس الأعلى لقيادة الثورة» أن «هذه الحصيلة القياسية من الشهداء فى يوم واحد أبلغ دليل على نوايا النظام، فالتوقيع على البروتوكول مجرد أكذوبة وألعوبة»، مشددا على أنه «حتى لو أصبح هذا النظام ملائكيا فجأة فلنا معه حساب على دماء أكثر من عشرة آلاف شهيد»، على حد تقديره، فيما تقدر الأممالمتحدة الشهداء بأزيد من خمسة آلاف، بينهم مئات الأطفال والنساء. الخطيب أضاف أن «النظام ينقل المعتقلين من السجون العامة إلى ثكنات عسكرية لا تستطيع لجنة المراقبين زيارتها، كما ينقل الجرحى من مستشفياته إلى أماكن أخرى»، معتبرا أن «النظام يحاول كسب الوقت لتقوية نفسه عسكريا واقتصاديا». وختم بأن «الثوار أعلنوها صريحة الجمعة الماضية برفعهم شعار الجامعة العربية تقتلنا»، مشددا على أن «الشارع قال كلمته والمجلس الوطنى المعارض هو صوت الشارع؛ لذا يرفض الحوار مع النظام». وبالأمس، دخلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى حى القصير بحمص، وأطلقت قوات الجيش الرصاص على كل ما يتحرك، بالتزامن مع حملة مداهمات واعتقالات، فيما سمعت أصوات رصاص وانفجارات فى حى بابا عمرو، وفقا ل«تجمع أحرار حمص». ورفضا للتوقيع السورى على البروتوكول، بعد سقوط آلاف الشهداء عمت المظاهرات الليلة أمس الأول العديد من المدن والأحياء، مطالبة بإسقاط النظام، بل وبإعدام الأسد. ومن بين هذه الأحياء، الميدان بدمشق، وأريجا بإدلب، والإنشاءات والخالدية بحمص، وجنوب الملعب بحماة، وعدنان بحلب. وقد ردت قوات الأمن بقمع المحتجين بالرصاص والهروات؛ ما أوقع عددا من الشهداء، فضلا عن الجرحى، وبينهم الممثل جلال الطويل، وفقا لنشطاء «لجان التنسيق المحلية» و«الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك». وبعد ساعات من وصف رئيس المجلس الوطنى للمعارضة، الدكتور برهان غليون، لتوقيع نظام الأسد على البرتوكول بأنه «مناورة»، قللت الخارجية الأمريكية من أهمية هذا التوقيع، بالقول على لسان المتحدثة باسمها، فيكتوريا نولاند، إن «توقيعا على قصاصة ورق من جانب نظام نكث بالوعد تلو الآخر، لا يعنى الكثير بالنسبة إلينا. نريد رؤية أفعال».