تفاعلت ردود الأفعال على هجوم نجل الرئيس الأسبق محمد مرسي على الدكتور سيف عبد الفتاح ، مستشار مرسي الرئاسي ، بعد أن اعتبر عبد الفتاح أن مرسي أخطأ في إدارة الأزمة السياسية واتسمت سياسته بالتحنيط وضيق الأفق حسب قوله ، وهو ما استفز نجل مرسي وتهجم على سيف عبد الفتاح واتهمه بعدم المروءة والهروب من المسئولية . وقد كتب الدكتور طارق الزمر رئيس حزب العدالة والتنمية مقالا ، تنشره المصريون اليوم ، دافع فيه عن سيف عبد الفتاح ، وأكد في مقاله أن الرئيس مرسي كان مسئولا عن الدماء التي سالت في واقعة الاتحادية الشهيرة ، كما أكد على أن إدارته للدولة ومواجهة الثورة المضادة اتسمت بعدم الكفاءة ، وأضاف الزمر في مقاله المثير والذي جعل عنوانه "سيف عبد الفتاح ضمير الثورة المصرية" قوله : بداية لابد وأن أؤكد على المؤكد وهو أن الدكتور سيف عبد الفتاح ليس مجرد أستاذ للعلوم السياسية بل هو قامة وطنية شامخة يندر وجودها فى هذا العصر التى تلوثت فيه الكثير من القامات وأهتزت فيه الكثير من النخب فضلا عن أنه يحمل رؤية واضحة ومشروع متكامل للنهوض ببلادنا وأخراجها من أسر الاستبداد وقيود التبعية أضافة إلى أنه لم يكتف بمحراب العلم والتنظير الذى لم يكن لأحد أن يلومه لو أكتفى به بل قرر أن ينزل بعلمه ووعيه وقلبه وجوارحه إلى قلب المعركة التى تتطلب من التضحيات الكثير . أما عن أستقالته من الفريق الرئاسى زمن الاتحادية التى يعتبرها البعض هروبا من المسئولية فهى فعلا هروب لكنه هروب من مسار كان واضحا أن الرئيس قد وقع أسيرا له ولم يعد بقدرة أحد أن ينصحه بمغادرته بما فى ذلك تصوره للتعامل مع الدولة العميقة والثورة المضادة التى كانت أخذة فى التشكل وماضية بوضوح نحو تحقيق أهدافها. وكم كان بليغا ومعبرا عن الحالة السياسية التى بلغتها الثورة فى هذه اللحظة حين أعلن عبارته الوجيزة المحملة بكل معانى الموقف الباطنة والظاهرة حيث "التحنيط" و"ضيق الأفق" وهى العبارة التى وقفت أمامها يومها مشدوها من فصاحتها فضلا عن تعبيرها بشكل كامل عن أهم عناصر الموقف ومن ثم فقد أشارت إلى مآلاته وتداعياته دون أن تستفيض. وأضاف الزمر في مقاله مؤكدا : أما عن كون الرئيس مسئولا مسئولية سياسية عن الدماء التى سالت فى عصره فهذه أيضا بديهية أخرى وإلا لما قلنا رئيس ومازلنا نقول الرئيس ؟! علما بأن المسئولية السياسية تختلف تماما عن المسئولية الجنائية وقد كان بوسع الرئيس أن يبرأ نفسه من هذه الدماء التى سالت والتى كان غالبها _ياللعجب_ من دماء أنصاره ومع ذلك فقد نجحت الثورة المضادة فى تحميله للمسئوليتين وأستغلت ذلك فى التأليب عليه. وختم الزمر مقاله بنقد رؤية قطاع من "الإخوان المسلمين" للقضية السياسية الحالية قائلا : أما عن أعتبار مثل هذا الحديث خروجا عن آداب اللياقة وقواعد المرؤة فهذا خطأ أفدح ينم عن عدم إدراك المجال الذى نعمل فيه _ فضلا عن عدم إدراك طبيعة الصراع الذى نخوضه_ وهو مجال العمل الوطنى والذى هو ملك للشعب كله ليس لفصيل معين ولا تيار محدد ولا يمكن لهذا العمل أن يثمر أو أن يتقدم خطوة واحدة للأمام مالم تتم المكاشفة بالأخطاء التى وقعت وأسباب ذلك وإلا فإننا سنؤتى من ذات الثغرة مئات المرات دون أن نعلم من أين نؤتى . مقال طارق الزمر يكشف بوضوح عن وجود مراجعات قاسية وحاسمة في الجبهة المؤيدة للرئيس الأسبق محمد مرسي ، والتي ترى أن الدفاع عنه لا يعني الهروب من الاعتراف بمسئوليته السياسية عما آلت إليه الأوضاع وانهيار مشروع ثورة يناير .