تسعى أمانات الحزب الوطني في المحافظات والمراكز والقرى إلى استغلال امتحانات الثانوية العامة بمرحلتيها الأولي والثانية التي بدأت أمس من خلال توفير عشرات الحافلات لنقل الطلاب إلى مقار لجان الامتحان. واستغل ممثلو وأمناء الحزب الحاكم في مدن وقري الجمهورية منابر المساجد عقب انتهاء صلاة الجمعة الماضية للتسويق والإعلان عن هذه الخدمة بهدف الدعاية، رغم حظر القانون استغلال دور العبادة في العمل السياسي والحزبي. وعلى صعيد آخر، استغلت أمانات الحزب الوطني تشفير مباريات كأس العالم التي انطلقت فعالياتها في ألمانيا أمس، وقامت بوضع شاشات عرض ضخمة في مقرات الحزب وعدد من الميادين الكبرى بالمحافظات، بهدف تحسين صورة الحزب في الشارع وكسب قطاعات عريضة من الطلاب وأولياء الأمور ومشجعي كرة القدم ، في محاولة لخطب ود الشارع المصري تجاه الحزب وحكومته. وأكدت المصادر أن هذه الخطوة تأتي في إطار تنفيذ توصيات ومقترحات مركز الدراسات الوطني التابع للحزب الحاكم ، والتي طالبت بضرورة الالتحام بالجماهير والتغلغل في الشارع المصري لاستعادة شعبيته المفقودة. من جهته ، قلل الدكتور مصطفي كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة من جدوى هذه المحاولات، مؤكدا أنها مجرد محاولات فاشلة وبائسة من جانب الحزب الحاكم لكسب شعبية جديدة في الشارع المصري، بعد التراجع الرهيب في شعبيته بسبب احتكاره للحياة السياسية وحرمان الأحزاب والقوى السياسية الأخرى من ممارسة حقوقها السياسية. وأرجع انخفاض شعبية الحزب إلى سياساته التي ولدت الكراهية في نفوس الشعب تجاهه، ومنها سياسة الاحتكار التي يتبعها على المستوي الاقتصادي، فضلاً عن تحميله المسئولية عن تفشي الفقر بين المصريين والارتفاع الجنوني في الأسعار وتوحش غول البطالة بين الشباب. وأشار إلى أن الحزب الوطني هو المسئول الأول عن تخبط النظام التعليمي وانهياره ، وعن حرمان المصريين من الاستمتاع بمباريات كأس العالم المقامة حاليا بألمانيا على القنوات الأرضية ، بعد أن أقدمت بعض الحكومات العربية على توفير هذه الخدمة مجانًا لشعوبها.