أشارت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فى تقرير لها أمس الاثنين إلى أن نتائج الجولة الثانية من الانتخابات المصرية لمجلس الشعب عززت قوة الأحزاب الإسلامية، ممثلة فى حزبى الإخوان المسلمين والنور السلفى، فى الشارع المصرى بعدما حظيا على أكثر من ثلثى الأصوات. وقالت هاآرتس أن هذه الجولة تختلف عن المرحلة الأولى من الانتخابات التى تمت قبل أسابيع ففى هذه المرة قويت شوكة حزب النور السلفى أكثر ، وأن الجولة الثانية أوضحت وأظهرت بلا أى مجال للشك كيف سيكون شكل وطابع مصر وبرلمانها خلال الفترة المقبلة! واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه لا يوجد أى سبب لخوف تل أبيب وذعرها من تلك النتائج ووصول الإسلاميين للحكم، فاتفاقية السلام لن يتم إلغاؤها قريبًا، كما أن منظومة السلطة بالقاهرة ستكون مكونة أيضًا من مجموعة من القوى من بينها ليبراليون وعلمانيون، لكن هؤلاء سيكونوا أقلية تنفذ رغبات الإسلاميين لأنهم - أى هؤلاء الليبراليين والعلمانيين- يريدون جزءًا من الكعكة . وبعنوان "سر الإخوان المسلمين" قالت صحيفة جلوبز الإخبارية الإسرائيلية فى تقرير لها أمس إن هناك تخوفًا شديدًا فى إسرائيل من احتمال تولى محمد مرسى, رئيس حزب الحرية والعدالة, لرئاسة الحكومة المصرية المقبلة مضيفة أن تلك المخاوف، وتساؤلات أخرى خاصة حول تحول مصر إلى دولة إسلامية متشددة، تدور فى رءوس حكومات وأجهزة استخبارات وهيئات دبلوماسية كبرى. وذكرت أن الإخوان المسلمين حققوا انجازهم بسبب تنظيمهم لأنفسهم واستماعهم للشعب المصرى وضوائقه فى الوقت الذى كان يصم فيه النظام الحاكم أذنيه، مضيفة أن الشعب المصرى مقهور ومضطهد، وكان دائمًا ضحية للإساءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ عهد الرئيس المصرى جمال عبد الناصر، لافتة إلى أن هذا الواقع المرير المستمر على مدار سنوات دفع المصريون إلى البحث عمن يعالج جروحه تلك، ويحقق له أمانًا اقتصاديًا، والوحيدون الذين يرى فيهم الشعب هذه الإمكانية هم الإخوان المسلمون. وشنت الصحيفة هجومًا على الإخوان المسلمين بقولها إن تل أبيب تعلم أنهم متعطشون للسلطة، ويسعون لها بكل ما أوتوا من قوة، لكنهم يعرفون جيدًا قوانين اللعبة والوضع الحالى لمصر، ما يجعلهم لا يرغبون فى التهام الكعكة كلها، وأن السيطرة التامة على البلاد قد تعنى انهيار حكمهم لهذا فسيكونوا سعداء باقتسام المسئولية مع الآخرين. وأضافت أنه خلال سعى الإخوان وبحثهم عن شريك لهم فى قيادة البلاد لن يجدوا أمامهم إلا الجيش، مضيفة أن للإخوان مصلحة فى أن يظل الجيش شريكًا فى إدارة الدولة بشكل رسمى أو غير رسمى. واختتمت الصحيفة قولها بأن الشارع المصرى لاعب مركزى فيما يحدث، فهو ليس قطيع من الغنم بل هو بمثابة وحش يخشاه أى نظام حاكم فإذا ما تم استبدال الديكتاتورية العلمانية ممثلة فى مبارك بديكتاتورية جديدة واستبداد دينى فسيقوم الوحش من جديد.