قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن هناك شكوكا حول الرواية الرسمية بشأن سبب إطلاق النار على الفوج السياحي المكسيكي بمنطقة الواحات بصحراء مصر الغربية, حسب تعبيرها. وأضاف الصحيفة في تقرير لها في 15 سبتمبر أن تصريحات نقيب المرشدين السياحيين في مصر لصحيفة "الموندو" الإسبانية تخالِف بيان وزارة الداخلية المصرية، إذ قال النقيب إن السائحين كانوا يتناولون لطعام في استراحة داخل منطقة غير محظور التواجد بها, قبل أن يتم استهدافهم بالطائرات المصرية. وتابعت الصحيفة أن حادث الواحات, جاء بينما يسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإحياء قطاع السياحة, الذي شهد تدهورا في السنوات الأخيرة. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الحادث أثار سخرية البعض على مواقع التواصل الاجتماعي, حيث قال مغرد يدعى محمود سالم :" السياح هم من يجب أن يتحملوا المسئولية، لقد غامروا بالدخول إلى منطقة (غير آمنة) تسمى مصر". كما نقلت الصحيفة تغريدة للخبير في الشأن المصري بمعهد "بروكينجز" هشام هلير، قال فيها :"في المرة القادمة التي تشكو مصر فيها من أن الصحافة الدولية تضر بالسياحة المصرية بسبب تقاريرها السلبية، ذكِّروهم بأن الصحافة لم تقم بإطلاق النار على السياح". وكانت وزارة الداخلية المصرية أعلنت في بيان لها أن وحدات مشتركة كانت تلاحق الأحد 13 سبتمبر مجموعات وصفتها بالإرهابية في منطقة الواحات بالصحراء الغربية, حين هاجمت خطأ أربع سيارات رباعية الدفع تخص فوجا سياحيا مكسيكي الجنسية، في منطقة "يُحظَرُ دخولها". وحسب البيان, تم استهداف قافلة السياح بالخطأ أثناء سير القافلة على مسافة 350 كيلومترا تقريبا جنوب غرب القاهرة نحو منطقة البهارية القريبة من واحة سيوة. وأشار البيان إلى مقتل 12 من المصريين والمكسيكيين وإصابة 10 آخرين في الحادث, مشيرا إلى أنه تم نقل المصابين إلى المستشفي، كما تم تشكيل فريق لفحص أسباب وملابسات الحادث، وتواجد الفوج السياحي بهذه المنطقة المحظورة, فيما قال شهود عيان مرافقون للقافلة إن الفوج السياحي حصل على ترخيص لدخول المنطقة. وكانت المكسيك أكدت في البداية مقتل اثنين على الأقل من رعاياها وإصابة ستة آخرين في القصف الذي وقع الأحد 13 سبتمبر قرب الواحات في صحراء مصر الغربية, لكن تم الإعلان بعد ذلك عن مقتل ثمانية سياح مكسيكيين كانوا في قافلة سيارات دفع رباعية. وحسب "رويترز", نقلت وزيرة الخارجية المكسيكية كلاوديا رويس ماسيو عن مواطنيها الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفى دار الفؤاد بالقاهرة، قولهم إن قافلتهم تعرضت للقصف من مروحيات مصرية أثناء توقف الفوج لتناول الطعام. كما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن الشركة السياحية, التي نظمت رحلة الفوج قولها إن الرحلة حصلت على جميع التصاريح المناسبة، وإن فردا من الشرطة رافقهم في رحلتهم وكان معهم عندما تعرضوا لإطلاق نار من طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر, موضحا أن الحادث تسبب في مقتل 8 سياح مكسيكيين و4 مصريين. واستنكر الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو مقتل عدد من مواطنيه بنيران القوات المصرية, وطالب القاهرة بإجراء تحقيق شامل في ملابسات الحادث. ووصف بينا نيتو، في تغريدة له على موقع تويتر، ما حدث لمواطنيه بأنه مأساوي, فيما أرسلت وزيرة الخارجية المكسيكية مذكرة دبلوماسية إلى السلطات المصرية تعبر فيها عن استيائها من الحادث, وقالت إن مسئولين مصريين وعدوا بتشكيل لجنة تحقيق يرأسها رئيس حكومة تصريف الأعمال إبراهيم محلب. وكان محلب زار السياح الجرحى بالقاهرة, وأعلن وقوف بلاده إلى جانب الشعب المكسيكي إثر الحادث الذي قال إنه وقع في خضم المعركة التي تخوضها مصر ضد "الإرهاب". وقتل مع السياح المكسيكيين مرشدون مصريون, وأكد ناجون أنه كان ضمن القافلة عنصر من الشرطة السياحية, وكان الفوج السياحي المكسيكي وصل إلى مصر السبت 12 سبتمبر. وانتهت مصلحة الطب الشرعي في 15 سبتمبر من تشريح جثث 8 مكسيكيين و4 مصريين, لقوا مصرعهم في حادث القصف بالخطأ في الواحات. كما طلبت النيابة من وزارة الداخلية نسخة من قرار المأمورية التى أطلقت الرصاص على المتوفين فى الحادث، وتحديد المشاركين فيها ونوع الأسلحة المستخدمة، وأمرت بالتحفظ على الأسلحة المستخدمة فى العملية وذلك لمضاهاتها بأنواع الرصاص المستخرج من الجثث للكشف عن أنواع الأسلحة المستخدمة فى الحادث وهل هى التى تم استخدامها فى العملية الأمنية أم لا؟.