أكد فارح الفياض مستشار الأمن القومى وزير الأمن الوطنى العراقى أن سوريا ستوقع غدا على المبادرة العربية مشيرا انه جاء لمصر من دمشق للقاء أمين عام الجامعة العربية والمسئولين المصريين ووزير الخارجية المصرى محمد عمرو .. و قال ان كل جهودنا هى لمساعدة الشعب السورى للخروج من محنته من خلال حل يقوم على الحوار تخت مظلة الجامعة العربية وضمن مبادرة الجامعة العربية . واضاف اننا طرحنا مبادرة عراقية لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة السورية مستندة الى رفض التدخل الأجنبى ومنع مقدمات التقسيم والفتنة الطائفية أو الحرب الأهلية فى سوريا التى ستنعكس سلبا على كل المنطقة ودعم الشعب السورى من خلال توفير فرص حل وطنى ومن خلال المؤتمرات الوطنية ومن خلال اتصال بين المعارضة والحكومة تحت المظلة العربية ممن أجل انجاز الاصلاح الحتمى الذى يجب أن يحصل فى سوريا لأن حق الشعوب فى الحكم وفى ممارسة دورها حق لا يمكن أن ينازع ..ونحن معه بالكامل لكن لا نتفق مع الأجندات التى تريد أن ترحل القضية السورية الى المحافل الدولية وتضع الشعب السورى تحت مطرقة التدخلات الأجنبية العسكرية وما شابه ذلك .. وقال اننا وجدنا تفهما من الأمين العام للجامعة العربية و أعتقد أنه وصلت أخبار طيبة من دمشق .. وان شاء الله سيتم التوقيع على البروتوكول العربى ( الخاص بالمبادرة العربية ) يوم غد الاثنين فى الجامعة العربية .. وهذا يعتبر بداية طيبة .. مشيرا الى أنه ربما يوقع الاتفاق مساعد وزير الخارجية السورى السيد فيصل المقداد .. و اشار انه كان هناك حديث مع وزير الخارجية المصرى حيث لم نجد فرقا مطلقا فى الموقف بل كانت المواقف متطابقة فى حق الشعوب فى الحرية والتغيير والاصلاح .. مع حفظ مقدرات الأمة من خلال منع التقسيم والفتنة الطائفية أو اعطاء فرصة للتدخلات الأجنبية .. وقال اننا فى العراق عانينا من الحل الدولى فى مسألة القضية العراقية ودفعنا ثمنا باهظا .. لا نريد لبقية الشعوب العربية أن تدفع هذا الثمن لأنه سيورثها مزيدا من المشاكل .. والخلافات الداخلية .. وقال ان العراق قد يكون بلدا ثريا يستطيع أن يعالج آثار الأزمة لكن سوريا لا تملك هذه الثروات حتى تستطيع أن تعالج لا سمح الله التخريب والتقسيم وتحطيم البنى التحتية لهذا البلد. وحول موقف المعارضة السورية من المبادرة العراقية بعد تأخر النظام السورى فى قبول المبادرة العربية قال المسئول العراقى " نحن لا نذكى طرفا على الآخر .. ونحن منحازون للشعب السورى أولا .. لكن من نعتقد أننا من واجبنا أن نأخذ بيد الحكومة السورية للحل الايجابى تحت مظلة الجامعة العربية .. وقال ان الجميع تأخروا فى آداء استحقاقهم .. وأضاف أننا تحدثنا مع الحكومة السورية بأن توفر ظروف حل سلمى وحوار وطنى لكن أعتقد أن توقيعهم على البروتوكول العربى خطوة ايجابية ستفتح الطريق أمام حل يقوم على الحوار .. وقال اننا اتصلنا كذلك ببعض الشخصيات فى المعارضة السورية ووجدنا لديهم حرصا على عدم اتاحة الفرصة للتدخل الأجنبى وانما يتم الحل تحت مظلة الجامعة العربية .. وقال اننا استنهضنا وزير الخارجية المصرى اليوم أن يكون لمصر دور كما شأنها الحاضنة العربية والرائدة فى المجال العربى .. وان شاء الله عندما تتجاوز مصر ظورف الانتقال والتحول سيعود الدور المصرى الحاضن والراعى لكل الجهود العربية المشتركة . واضاف اننا طلبنا من الرئيس السورى الأسد أن يتهيأ لتقديم تنازلات وأعمال بها درجة من الشجاعة حتى يستطيع أن يواكب التغيير وأيضا كان لقاؤنا مع الأمين العام به تطابق فى وجهات النظر .. وقال ان توقيع البروتوكول التنفيذى هو مؤشر لنجاح المبادرة العراقية . وحول الاشكالية التى أعاقت توقيع الجانب السورى على المبادرة العربية قال المسئول العراقى ان سوريا كان لديها بصراحة خوف من أن ينصب لها فخ من خلال خوفها من بعض الأطراف العربية التى تريد أن تحيل الملف الى مجلس الأمن لكن وجود مصر ووجود الأمين العام للجامعة العربية والمبادرة العراقية تعطى نوعا من الطمأنة للأطراف وبالذات الحكومة السورية . وقال ان وزير الخارجية المصرى أكد احترام مصر الكامل لحق الشعوب وضرورة التغيير باتجاه الأنظمة الديمقراطية وأكد كذلك على رفض مصر للتدخل الأجنبى وضرورة أن يتم الحل بآليات سورية من خلال المظلة العربية وأيضا عدم القبول بأى عقوبات تمس الشعب السورى وتمس حياته اليومية وانما أن نكون طرفا مساعدا له لا طرف يمثل حالة انتقامية أو تصفية حساب سابق . واشار ان ما يهمنا أن يتجه الاخوة فى سوريا حكومة ومعارضة نحو الاتجاه الايجابى الذى يوقف أولا سفك الدماء وثانيا الدخول فى حوار يؤدى الى تشكيل حكومة شراكة تستطيع أن تدير الاصلاح بآلية وطنية