ظل الرجل ينتظر.. يعد الساعات والأيام .. يُجهز كل ما يملك من أثاث، يدعو الأقارب والأصدقاء.. ليسعدوا معه بعرس ابنه الوحيد.. فلذة كبده، وبينما توافد المعازيم من كل صوب وحدب ... يشاركونه العرس الجميل بشكل هو نفسه لم يتوقعه.. افتعل الحاقدون «خناقة» كبيرة .. ضربوا كرسى فى الكلوب.. أطفأوا الأنوار .. لتسود الليلة الموعودة ويتحول الفرح إلى مأتم ونحيب.. لكن لأن الرجل على قد كبير من الوعى وأهله متماسكون لم يرهبهم صنيع الحاقدين.. ولم يهرولوا أو يتركوا الفرح.. وظلت الزغاريد تنطلق والأغانى والطبول .. فرحًا ببناء بيت طال انتظاره. هكذا هو حال مصر المحروسة.. فبينما أسقطنا النظام الظالم.. وتخلصنا من خصماته السوداء، وطوينا ثلاثين عامًا من القهر والتزوير والاستهانة، وجئنا نحتفل بعرس الحرية والديمقراطية التى تمثلت فى نجاح المرحلتين الأولى والثانية من انتخابات مجلس الشعب، دون أن تحدث كوارث ودون إراقه دماء..ولم تحدث فوضى أو رشاوى أو غيرها، مما تعودنا عليه فى كل الانتخابات التى مررنا بها فى ظل النظام البائد.. وأقبل الجميع على الصناديق، كل يؤمن بأهمية صوته فى صنع المستقبل.. لم يرض سكان «طرة لاند»، بأن يكتمل العرس وأن يحتفل المصريون بالنجاح.. وقرروا أن يخططوا لقلب فرحتنا إلى مأتم .. لم ينجحوا فى شراء بلطجية يهجمون على اللجان ويفتعلون أمامها ما يرهب الناخبين أو يحولوا دون إتمام العملية الانتخابية.. فالبلطجية أنفسهم أيقنوا أنه لا فائدة من هذا أو ذاك، تراجعوا بعد أن فشلت موقعة الجمل فى استخدامهم.. فابتكر هؤلاء الأبالسة محنة جديدة .. بدأ سيناريو تنفيذها أمام مجلس الوزراء.. وكأن هذا المكان قدره أن يظل دائمًا مركزًا للتدمير طوال المدة السابقة والحالية. وليس ببعيد أن تكون السيدة المجهولة مدفوعة من فلول الوطنى المنحل لتقدم أغذية فاسدة للمتظاهرين المعتصمين أمام مجلس الوزراء .. حتى يشعلوا النار بين المعتصمين والمجلس العسكري.. مستغلين اعتراض هؤلاء الشباب على حكومة الجنزورى، التى جاءت من قبل «العسكرى » على غير إرادتهم.. وليس من المستبعد أن تكون أحداث محمد محمود صفحة من سيناريو التدمير الذى يتبناه الفلول.. للوقيعة بين الناس والشرطة، من هذا المنطلق فإن أجهزة الأمن المصرية وليست بمستحيل عليها سوف تكشف عن لغز هذه السيدة، وسوف تكشف حقيقة من وراءها وقد عودتنا تلك الأجهزة أنها قادرة على فك الطلاسم.. وكم من قضايا لم يترك الجانى فيها أثرًا يدل عليه وتوصلت أجهزة الأمن إلى الفاعل والمحرض، لهذا تناشد كل المعتصمين أمام مجلس الوزراء أن يتعقلوا ولا يرشقوا الشرطة العسكرية بالأجحار.. لأنهم أشقاء وليس أعداء.. وألا يعطوا الفرصة للفلول أن ينتصروا .. لابد أن نتماسك ولا نستسلم حتى تكتمل السعادة بانتهاء المرحلة الثالثة من انتخابات مجلس الشعب .. ونبنى الوطن من جديد.. اتقوا الله فى مصر. سعيد فؤاد [email protected]