حذرت صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية, المقربة من أبو ظبي، من خطورة الانتقال إلى الحرب البرية في اليمن, ووصفت هذه الخطوة بأنها مغامرة محفوفة بالمخاطر, على حد قولها. وأضافت الصحيفة, التي يتولى رئاسة تحريرها عبد الباري عطوان, في افتتاحيتها في 8 سبتمبر, أن احتمالات وقوع خسائر بشرية تصبح أكبر، بسبب وعورة الجغرافيا اليمنية، وتقلب ولاء القبائل، وعدم خبرة القوات العربية، والخليجية أيضا, في خوض حروب العصابات في مناطق جبلية, حسب تعبيرها. وتابعت أن الحرب في اليمن ستكون أكثر دموية في الأسابيع المقبلة، بعد تزايد احتمالات الانتقال الى معركة صنعاء, التي ستكون الأشرس بسبب الطبيعة الديموغرافية المتنوعة والمختلطة للمدينة، وطبيعتها الجبلية وتمترس القوات الموالية للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح فيها. وأشارت الصحيفة إلى أن قوات برية عربية من قطر والكويت ومصر والأردن والسودان والمغرب في طريقها إلى موانيء يمنية للانضمام إلى نظيراتها السعودية والإماراتية المتواجدة في مأربوعدن, ومدن يمنية أخرى, محذرة هذه القوات من أن الأرض تحارب دائما إلى جانب أصحابها. ولفتت "رأي اليوم" في الوقت ذاته إلى أن الإمارات كانت الأكثر مشاركة في "عاصفة الحزم"، حيث أرسلت ثلاثين طائرة, على حد قولها. وكانت قناة "الجزيرة" ذكرت في 7 سبتمبر أن قوة عسكرية قطرية ثانية في طريقها إلى اليمن للانضمام إلى قوات التحالف العربي, الذي حشد آلاف الجنود وأسلحة متطورة, استعدادا لعملية واسعة تستهدف استعادة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأضافت "الجزيرة" أن دفعة ثانية من الجنود القطريين في طريقهم إلى اليمن بعد دخول قوة قطرية في 6 سبتمبر عبر منفذ الوديعة في طريقها إلى مأرب شرقي صنعاء، وتابعت أن القوة القطرية الأولى كانت معززة بعتاد ثقيل ومتوسط وصواريخ دفاعية ومنظومة اتصالات متطورة. كما عززت قوات التحالف الموجودة في اليمن عتادها بثلاثين مروحية أباتشي وعدد من المدرعات وراجمات الصواريخ. وأضافت "الجزيرة" أن جنود التحالف الذين دخلوا اليمن بالفعل ارتفع إلى عشرة آلاف، ونقلت عن خبراء أنه سيكون لهذه القوة تأثير في مجرى العمليات العسكرية. وكانت الأسابيع القليلة الماضية شهدت دخول أرتال تضم جنودا يمنيين مدربين عبر منفذ الوديعة بين الأراضي السعودية ومحافظة حضرموت شرقي اليمن في طريقهم نحو محافظة مأرب شرقي صنعاء، وسط تقارير عن عملية عسكرية ستبدأ قريبا لاستعادة صنعاء والمحافظات الشمالية، ومنها الجوف شمال مأرب وصعدة، معقل الحوثيين الرئيس شمال صنعاء. وحسب "الجزيرة", بدا أن التحالف العربي, الذي يضم خمسا من دول مجلس التعاون الخليجي الست ودولا عربية أخرى مثل السودان ومصر والمغرب, بات يتعامل بصرامة أكبر, بعد مقتل ستين من جنوده (45 إماراتيا وعشرة سعوديين وخمسة بحرينيين) الجمعة 4 سبتمبر في هجوم صاروخي على مقر اللواء 107 في منطقة صافر بمأرب. وكان طيران التحالف شن السبت 5 سبتمبر, عقب مقتل جنوده في مأرب, غارات على الحوثيين وحلفائهم, وُصفت بأنها الأعنف منذ بدء عملية عاصفة الحزم في 26 مارس الماضي, واستهدفت تلك الغارات على وجه الخصوص معسكرات ومخازن صواريخ وأسلحة مختلفة في محيط صنعاء وفي صعدة ومحافظات أخرى. وتواصلت الغارات في 6 سبتمبر بالنسق نفسه، واستهدفت معسكرات ومواقع في جبل النهدين وفج عطّان قرب دار الرئاسة (جنوبصنعاء)، كما استهدفت جبل نُقْم، ومعسكر السواد، بالإضافة إلى قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء الدولي شمال العاصمة اليمنية. وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع اليمنية على البكالي مفاجأة مفادها أن "خيانة عسكرية", هي السبب في الخسائر الكبيرة, التي تكبدتها قوات التحالف العربي بمحافظة مأرب. وأضاف البكالي في تصريحات نشرتها صحيفة "الرياض" السعودية في 6 سبتمبر، أن هذه الخيانة تورط فيها أفراد وضباط استلموا محافظة شبوة, وكانوا قد أعلنوا ولائهم للشرعية, ولكنهم لا زالوا يدينون بالولاء للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وتابع "ظاهر الأمر أن شبوة تحررت, وهي لم تتحرر حتى اللحظة, حيث سلمت بخديعة لجنود وضباط تابعين للمخلوع والحوثي, وانطلق منها الصاروخ, الذي استهدف صافر في مأرب, وتسبب في استشهاد 45 إماراتيا، وخمسة بحرينيين، و32 يمنيا، و10 سعوديين". واستطرد البكالي "لا يمكن الثقة إلا بالجيش الجديد الذي يعاد تشكيله، وبالنسبة للجيش السابق حتى وإن أعلن ولائه للشرعية, يجب أن يعاد تشكيله كاملا, وكذلك قيادته, وألا تقبل تلك الوحدات على ما هي عليه, دون تغيير في ضباطها وقيادتها". وكان موقع "يمن برس" تحدث عن حدوث خطأ عسكري فادح من قوات التحالف العربي أدى لوفاة 45 جنديا إماراتيا. وأشار الموقع في تقرير له في 6 سبتمبر إلى أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية ارتكب خطأ عسكريا فادحا، من خلال تكدس قوات الردع البرية التابعة للتحالف بمنطقة صافر، على الحدود مع الأراضي المحتلة من قبل ميليشيا الحوثي وقوات صالح, مثل منطقة حريب جنوب شرق مأرب, ومنطقة بيحان شمال غرب محافظة شبوة. وأضاف الموقع أنه رغم الغطاء الجوي من قوات التحالف لقوات الردع، ومنشآت النفط والغاز في صافر، من خلال الغارات المكثفة على قوات الحوثي و"صالح" بمناطق حريب وبيحان الحدوديتين مع صافر، إلا أن ذلك لم يف بالغرض في تأمين قوات الردع المتواجدة بصافر، نظراً لأساليب التخفي التي تجيدها ميليشيا الحوثي و"صالح"، وكثافة العتاد العسكري الذي حشدته على حدود مأربالشرقية، وأيضاً قرب المسافة من صافر, واعتبر أن كل هذه العوامل سهلت لميليشيا الحوثي وقوات صالح إطلاق صاروخ توشكا "أرض أرض", وتحقيق أهدافه. واستطرد "حشد التحالف قواته بمنطقة صافر الحدودية مع مديرتي حريب وبيحان، كان خطأ عسكري فادح، في ظل سيطرة الحوثيين على مديرتي حريب وبيحان، وكان من المفترض تحرير المديريتين لتأمين صافر قبل حشد قوات الردع به, أو كان من المفترض دخول قوات الردع جبهات القتال غرب مأرب مباشرة، دون الاحتشاد في صافر، كما فعلت في عدن عندما دخلت قوات التحالف مباشرة إلى جبهات القتال أواخر رمضان الماضي، وحققت انتصارات كبيرة، دون احتشاد ودون سابق إنذار، وفاجأت الحوثيين وقوات صالح". وأشار الموقع إلى أن ما حدث في صافر لا يعني هزيمة للتحالف العربي والشعب اليمني، فما حدث لا يساوي ما تتكبده ميليشيا الحوثي وقوات صالح من خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، جراء غارات التحالف المكثفة منذ 26 مارس الماضي. وكانت مجموعة من الشباب في الإمارات طالبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعتقال أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وسفير اليمن السابق في الإمارات, بعد تقاريرتفيد بضلوعه بعملية استهداف قوات التحالف العربي باليمن بصواريخ أرض أرض, مما أدى إلى استشهاد 45 جندي إماراتي وإصابة عدد من الجنود اليمنيين والسعوديين والبحرينيين. وبدوره, قال الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبد الخالق عبد الله ,المستشار السياسي لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد, إن الصاروخ الذي أدى إلى استشهاد 45 من جنود بلاده في اليمن, هو صاروخ إيراني. وفي حسابه على "تويتر", أضاف الأكاديمي الإماراتي أن "إيران مسئولة مسئولية كاملة عن استشهاد الجنود الإماراتيين ال45 , وستدفع الثمن". ولم يعرف كيف ستتمكن الإمارات من أن تجعل إيران تدفع الثمن, على الرغم من أنهما أكبر شريكين تجاريين بالمنطقة. ويشير خبراء في الشأن الخليجي، إلى أن ما حدث في اليمن بمقتل العشرات من جنود الإمارات على يد ميليشيا الحوثي وصالح وبدعم من إيران، يجعل أبوظبي تعيد التفكير من جديد في علاقاتها بإيران, حيث أن طهران تأتي في المرتبة الرابعة بالنسبة للأهمية النسبية لحجم التجارة الخارجية للإمارات. يذكر أن إيران تحتل منذ سنوات طويلة ثلاث من جزر الإمارات في الخليج .