عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: «أنا رد سجون.. والطعام المقدم لنا لا يعقل أن يوجد داخل أي سجن» رد الكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان على الانتقادات التي وجهت إليه لمشاركته ضمن وفد المجلس في زيارته إلى سجن "العقرب" – شديد الحراسة بطره – في الأسبوع الماضي. وأصدر عبدالقدوس، بيانًا تضمن 6ملاحظات حول زيارة وفد المجلس إلى السجن لبحث شكاوى أسر السجناء والمعتقلين قال فيها إنه اعتذر عن عدم حضور المؤتمر الصحفي الذي دعا إليه المجلس الخميس لتقديم التقرير الخاص بالزيارة، مرجعًا ذلك إلى أن له وجهة نظر مخالفة حول ما جاء في التقرير. وخلال المؤتمر الصحفي، قال محمد فايق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان إن كثيرًا من الشكاوى التي وردت إلى المجلس من السجناء وذويهم لم تكن صحيحة. وأوضح أنه من خلال الزيارات العديدة التي نظمها المجلس لعدد من السجون تم التأكد من أن السجون المصرية خالية من أي تعذيب منهجي، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن ذلك لا يعنى عدم وجود حالات تعذيب، قائلا "كلنا بشر وكلنا نخطئ". وقال عبدالقدوس، إن الزيارة التي جرت الأربعاء الماضي كانت مقررة في الأصل إلى سجن "أبوزعبل"، إلا أنه "قبل الانطلاق بدقائق قال لنا السيد رئيس المجلس إن الزيارة ستكون لسجن العقرب وكنا قد طلبنا زيارته أكثر من مرة، لكن الرد كان دومًا "ممنوع لأسباب أمنية". وأضاف: "عندما انطلقنا إلى هناك كان واضحًا جدًا أن سجن العقرب تم إعداده تمامًا استعدادًا لزيارة وفد حقوق الإنسان، وهو تقليد قديم معروف في السجون بأن تأخذ زينتها وتتجمل عند علمها بزيارة مسئول أو تفتيش أو وفد حقوقي". وتابع "ظهر واضحًا جدًا في مطبخ السجن، "فأنا رد سجون"، وأعلم تمامًا طعام السجن المقدم، لكن ما شاهدناه طعام فاخر وأكل لذيذ لا يوجد إلا في الفنادق الكبرى ولا يعقل أن يوجد داخل أي سجن". واستطرد: "قدمت إدارة السجن للوفد عدة تقارير تتعلق بالرعاية الصحية للسجناء"، موضحًا أن ما لفت نظره عند فحص ملفات الرعاية الصحية للسجناء التقارير الخاصة بخيرت الشاطر، نائب مرشد "الإخوان المسلمين"، إذ أنه "تم إبلاغنا بأن الأشعة التي أجريت له في مستشفى خاص تكلفت 35ألف جنيه وهو رقم مبالغ فيه جدًا ولا يصدقه عقل". وفي حين أشار عبدالقدوس إلى أن "الأمانات أو "الكانتين" كانت مغلقة لعدة أشهر"، لفت إلى أن "إدارة السجن نفت ذلك وقالت إن أحد السجناء ولم تذكر اسمه قام بسحب أشياء من "الكانتين" بمبلغ سبعة آلاف جنيه، وهو مبلغ خيالي لا يعقل أن يقوم به شخص بمفرده! بل يمكن أن تصدقه إذا أخبروك أن مجموعة من السجناء هي التي فعلت ذلك، إما واحد لوحده فهذا مستحيل، ويعني أنه اشتري البضائع كلها لحسابه"!! وذكر عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أنه "تلقى شكاوى عدة من أسر سجناء الرأي بأن باب الزيارة كان مغلقًا طيلة الأشهر الماضية، خاصة بعد اغتيال النائب العام وأبلغت المجلس بذلك، وكان هناك تلاعبًا واضحًا يتمثل في أخذ تصريح الزيارة وإثباتها في دفاتر السجن ثم منع العائلة صاحبة التصريح من الدخول فيبدو وكأن الزيارة قد تمت"! وتابع: "لكن إدارة السجن نفت تمامًا أن يكون هناك منعًا في أي وقت للزيارات وهذا يتنافى مع الواقع! وقدموا لنا ما يثبت قيام أسرة أحد السجناء بزيارته ولم تذكر اسمه"، وأوضح أنه "قبل أيام تم فتح باب الزيارة رسميًا من جديد ولا تتجاوز بضعة دقائق وخلف ساتر زجاجي ويمنع سلام الأطفال أو إدخال أطعمة وهي ذات الشكاوي التي كانت موجودة قبل إغلاق الزيارة منذ أشهر وأبلغت بها المجلس". ونقل عبدالقدوس عن أحمد أبوبركة، القيادي الإخواني أن "هناك مصيبة أكبر من سوء المعاملة بالسجون وتتمثل في المحاكمات الظالمة وفبركة الاتهامات ووضع هؤلاء الذين تتم محاكمتهم في أقفاص زجاجية لا يسمعون شيئًا مما يدور في الجلسة". ولفت إلى أن لديه معلومات "تؤكد وجود تعذيب في مقرات أمن الدولة والدليل علي ذلك الاختفاء القسري حيث يوجد الضحية في أمن الدولة يتعرض للبهدلة، وكذلك تلقي المجلس القومي لحقوق الإنسان شكاوى عدة من تعذيب وسوء معاملة في بعض أقسام الشرطة، أما داخل السجون وفي سجن العقرب فلم يثبت وجود تعذيب بدني على السجناء، والثلاثة الذين قابلناهم عند الزيارة لم يكن عليهم أي آثار لذلك ولم يتحدثوا معنا عن وجود حالات من التعذيب داخل السجن". وطالب عبدالقدوس "معاملة سجناء الرأي بذات الطريقة التي يتعامل بها مع معظم الجنائيين حيث السجون تضمهم وحدهم بصورة محترمة ويراعي فيها حقوق الإنسان بعكس الأماكن المحتجز فيها السياسيين وعليها ملاحظات عدة". وقال إن ما أدهشه خلال الزيارة ومعه كل الحاضرين خلال الزيارة إلى سجن "العقرب" هو ما قاله مدير مصلحة السجون: "عندما يشكو هؤلاء السجناء فهذا معناه أنني ناجح في عملي"، مطالبًا وزارة الداخلية بتنفيذ وعدها بتحسين أحوال سجن العقرب سواء فيما يتعلق بمعاملة الأهالي أو الزنازين ومزيدًا من الرعاية للسجناء.