منحت الرئاسة البوروندية السلطات القضائية في البلاد، مهلة أسبوع، انطلاقا من اليوم الأحد، للعثور على قتلة الكولونيل، جون بيكوماغو، القائد السابق لأركان الجيش البوروندي، الذي اغتيل، أمس السبت، بمقرّ إقامته بالعاصمة بوجمبورا. وقال المتحدّث باسم الرئاسة البوروندية، جيرفيه أباياهو، في بيان تلاه من الإذاعة الرسمية "نطلب من العدالة بذل ما في وسعها، للتوصل إلى الجناة والقبض عليهم ومعاقبتهم، وذلك في أجل لا يتجاوز الأسبوع الواحد". وأضاف أباياهو "نتوجّه بتعازينا إلى أسرة الفقيد وإلى أجهزة الدفاع والأمن، ,نطلب من عائلته نبذ أيّ فكرة بخصوص الثأر لمقتل الكولونيل، واتّخاذ عائلة الجنرال أدولف نشيريمانا مثالا لها". واغتيل نشيريمانا، رئيس المخابرات البوروندية، في الثاني من أغسطس/ آب الجاري، شمال العاصمة بوجمبورا، من طرف "رجال يرتدون أزياء عسكرية"، وفقا لمصادر متفرّقة. وقال مصدر في الشرطة البوروندية، في تصريح للأناضول في حينه، مفضّلا عدم الكشف عن هويته، إنّ "3 على الأقل من الحرّاس الشخصيين لرئيس المخابرات البوروندي، قضوا في الهجوم الذي استهدف سيارة الأخير، بحي كامونجي شمال العاصمة بوجمبورا". وفي خطوة مماثلة، منحت الرئاسة البوروندية مهلة بأسبوع واحد، للعثور على الجناة. وبانقضاء الموعد المحدّد، أعلن المدّعي العام أنه تم التعرّف على المتورّطين في الهجوم على الذراع الأيمن للرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا، واعتقال البعض منهم. ودعا بيان الرئاسة البورونديين إلى "الحفاظ على وحدتهم وتضامنهم وعدم فسح المجال للتقسيم العرقي، وهو الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه المسؤولون هن هذه الهجمات الممنهجة"، لاسيما وأن البلاد شهدت، بين 1993 و2005، حربا أهلية دامية وضعت في المواجهة عرقيتي التوتسي (أقلية) والهوتو (أغلبية). وفي غضون أقل من 3 أسابيع، اغتيل اثنان من القيادات الرفيعة في الجيش البوروندي في هجمات متفرقة، فيما تمكّن كلّ من الكولونيل سيرج ندوايو، وبيير كلافر مبونيمبا، والذي يعتبر من أبرز النشطاء في مجال حقوق الانسان في بوروندي، من النجاة بأعجوبة من هجمات استهدفتهما بغرض تصفيتهما. وينتمي البعض من هذه الشخصيات لعرقية الهوتو، بينما ينحدر البعض الآخر منها من أقلية التوتسي. وتصاعدت حدّة التوتر الذي تشهده بوروندي منذ أكثر من 3 أشهر، على خلفية الإعلان الرسمي عن ترشح نكورونزيزا لولاية رئاسية ثالثة مثيرة للجدل، ليتفاقم إثر فوز الأخير بالانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في 21 يوليو/ تموز الماضي. وأسفرت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن عن مقتل أكثر عن 100 شخص حتى بداية الشهر الجاري، وفقًا لإحصاء صادر عن "منظمة الدفاع عن حقوق الانسان والمحتجزين"(غير حكومية) في البلاد.