بلاغ إلى من يهمه الأمر أقصوصة طولها السماء والأرض ** من ليالى سانت كاترين بلاغ إلى من يهمه الأمر - إلى الشعب المصرى - إلى وزيرى الخارجية والدفاع - إلى سالم وأتباعه، وآخرين. كنت شاهد عيان على واحدة من مآسى التطبيع- أو التطبيل- بين عشرين ناشط وصحفى مصرى، وعشرين شخصية يهودية وصهيونية وإسرائيلية من إسرائيل وأمريكا واليابان ودول أخرى . ومع استغراقنا فى وقائع الانتخابات ونداءات ميدان التحرير المشروعة ، يظل خطر العدو الإسرائيلى متوغلاً وشاخصاً فى لحظات الحاضر والمستقبل. بدأ المشهد فى بيت الدكتور محمد شعلان- أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر- حيث التقى فريق من المصريين للتحضير للمقابلة الموعودة فى سانت كاترين- فى سيناء أرض الفيروز، وأذكر من الحضور المرحوم الصحفى عبد الستار الطويلة، والصديق الدكتور محمد عبد الواحد الذى دعانى إلى حضور هذا اللقاء، وقد راهن على أننى سأغير أفكارى تجاه إسرائيل والصهيونية- على حد قوله.. وكنت على يقين أنه لا يوجد تحول فى فكر الصهاينة الجدد، فتاريخهم الدامى وما تتضمنه بروتوكولات حكماء صهيون يؤكد أن عداءهم اللانهائى لمصر والعرب وأطفأ بعض ألمى قراءاتى الطويلة عن إسرائيل بعد نصر أكتوبر، فى غضون مشاركتى فى كتابة حلقات برنامج صوت المعركة اليومى، الذى قدمته إذاعة البرنامج العام بصوت الإعلامى الكبير حمدى الكنيسى. ... وسافرنا إلى سانت كاترين،صاحبة التاريخ والجبال الشماء، وتسترت علينا من خجل خيام دارت فيها حوارات لبلبة ما أعجبها من مجموعات صغيرة، وكان فى مجموعتى من اليهود يابانى، وفتاة أمريكية ، ومستشار بالسفارة الإسرائيلية بالقاهرة- آنذاك- وآخرون .. واحتدم الحوار، فسألت مستشار السفارة الإسرائيلية سؤالا واحدًا محددًا طلبت له إجابة مباشرة بإحدى الكلمتين نعم أو لا.. كان السؤال هو : من المعروف أن الكنيسة كتب على مدخله ملة تقضى بأن حدود إسرائيل هى من النيل إلى الفرات . فهل هذا الشعار لا يزال قائماً، وهل يعبر حتى الآن عن قناعاتكم؟ توقعت أنه سيجيب ب «لا» - ولو للمناورة السياسية- ووفقا لمناخ هذا اللقاء التطبيعى الذى تحمل الكيان الصهيونى نفقاته طعاماً وإقامة، وعلى الضوء الخافت فى الخيمة لمحت عينيه تدوران كفأر فى مصيدة، ثم أجاب فى صوت أكثر خفوتا.. نعم... سألته مرة أخرى داهشاً، فكرر الإجابة ، وأطلقت ضحكة طويلة وغادرت الخيمة.. وبعد ساعات.. كنا على موعد آخر.. مع فصل هزلى مثير... لقد ارتأى المنظمون أن نقيم جميعا صلاة فى مكان واحد، ترسيخا لمشاعر السلام!!.. وقد كان... فاصطف اليهود أمامنا ، وانتظمنا فى صف خلفهم ، وبدأ كل فريق يصلى صلاته ويدعو الله بطريقته، وبعد دقائق ، صرخ شاب مصرى - كان يتقن العبرية- قائلا: - الحقوا.. أولاد ال «....» يدعون الله بالعبرية أن يرجع الصهاينة إلى هذه البقعة، وأنها بعض أرضهم السليبة!!!! أكملنا صلاتنا ، ودعونا الله أن ينصرنا عليهم، وأن يبدد كيانهم ، وطغت خرارة غيظنا على درجة الحرارة التى بلغت 2 درجة مئوية فى الليل «فى شهر فبراير عام 1984».. وكلما تذكرت هذه الواقعة الدامية، وما اقترفوه ويقترفونه فى غزة وسائر فلسطين نطقت بكلمات الشاعر على محمود طه: سئمنا هتاف الخادعين بعالم جديد ولما يأتنا بجديد **** ** من مونتجمرى إلى عتمان: حقق الشعب المصرى معجزة عبور الانتخابات بسلام وكثافة.. لكن.. هل يكفى ذلك لنسكت عن تلمس الحقيقة الكاملة؟! فى حديث للواء إسماعيل عتمان، أحد أفراد تشكيل المجلس العسكرى عبر عن إعجابه بالطوابير التى تمتد إلى مئات الأمتار أمام اللجان ، بما يدل على الإقبال الجماهيرى المشرف فى أول انتخابات نزيهة شريفة شفافة تشهدها مصر منذ ستين عاما، وأفصح عن أن عدداً من اللواءات سيمرون على اللجان لحل المشكلات، والاطمئنان على الأمن والأمان... تعال نبحث عن الوجه الآخر لهذه الكلمات التى باح بها أحد أقطاب القيادة العسكرية: أولاً: إن الجيش هو الذى يضمن سلامة العملية الانتخابية، وهذا يعنى تبديد جانب من طاقة الجيش المصرى، وهو ما يؤثر بالسلب على أمان وسلامة الوطن فى مواجهة العدو الخارجى طوال فترة الانتخابات - إذا ما جد الجد- نظراً لانصراف عدد من قيادات الجيش وأفراده إلى مهام هى اختصاص أصيل للشرطة، وهو اعتراف بفشل اللواء منصور العيسوى- وهم المسئولون عن تعيينه- فى أداء دوره، وعجزه عن انتشال جهاز الشرطة من أمراضه المزمنة، وميراث العادلى الشائه.. فلماذا جاءوا بالعيسوى ، وكيف يمضى بدون حساب بعد جرائم 11/19 وما بعده، علماً بأن الدول لا تحكم بحسن النوايا. ثانياً: إن هذه الطوابير الكيلو مترية هى إدانة لمن خطط ونظم تلك الانتخابات فهل كتب على المواطن المصرى إما أن يتسلق الأسوار ليدلى بصوته- كما كان فى عهد الخسة- أو أن يعذب بالانتظار وهطول الأمطار؟ ثالثا: القلق العام الذى دفع اللواءات إلى تفقد الأحوال وهم رجال عسكرية وتخطيط وقد سألت نفسى: هل الخطة كانت متعجلة وغير محكمة؟.. وقفزت إلى ذاكرتى كلمات للقائد الشهير مونتجمرى أحد أقطاب الحرب العالمية الثانية، فقد كانت معارك العلمين الضاربة تدور فى شراسة، بينما هو ينام طويلاً بلا قلق، وحين عاتبه بعض اللائمين قال: من يقوم بالتخطيط الجيد ينام مطمئناً، فأكثر الخطط الرديئة من الصعب أن نتدارك مخاطرها. ومشكلة غياب التخطيط كما تعلم هى إحدى آفات المجتمع المصرى الذى تم تدريبه على الارتجال وتزوير الإحصائيات أو انعدامها وقد انتقل هذا الطابع الحكومى إلى سلوك الكثيرين. فهل ننتبه ونعتبر، ونجعل التخطيط السليم أحد أعمدة نهضتنا المرتقبة؟. **** أقصوصة طولها السماوات والأرض: الطبيب «فى المستشفى الميدانى»: هل تسمعنى المصاب: نعم الطبيب: ماذا بك؟ المصاب: اختناق من غازات غريبة الطبيب: منذ متى، وأين؟ المصاب:........ الطبيب: هل تسمعنى المصاب:........ بكى الطبيب، وغسل بدموعه وجه المصاب الذى لحق بموكب الشهداء فى السماء . ** فتافيت: - إلى السياسة والإعلاميين الفقاعين: تولدون فى المرايا، إذا تكسرت تكسرتم. - فى الظلام نرى الأشياء كما نريدها. - أصبح الشعب قادرا على فلاحة الأحلام فى صحراء الواقع. - إلى رئيس الوزراء. إثباتا لحسن النية، وسلامة الطوية، ابدأ فوراً بتطبيق الحد الأعلى للأجور بما لا تزيد عن عشرين ضعفا للحد الأدنى، وكفى ما تجرعه كبار المسئولين من مليارات على مدى العام.. - عباقرة الغناء الجديد : مأمون المليجى- حمزة غرة- حازم شاهين- فيروز كراوية. نترقب إبداعاتكم الوطنية الرائعة فى كل الفضائيات بدلا من العبث القائم.. - خيرى رمضان: أدعوك أن تقلد زميلتك لميس الحديدى فى وصف من سقطوا فى ميدان الشرف بالشهداء- وليس بالقتلى- أم أن هذا الزوم إرضاء السادة- لشىء فى نفس خيرى.. - أم الشهيد أحمد سرور «19 سنة» المصرية البطلة التى زغردت فى جنازته رغم حريق الفقد فى صدرها، صححت مسار من نادوا بأن يعتذر المسئول للناس عما حدث بقولها: لن أقبل اعتذار أحد.. نعم سيدتى كيف نعادل اعتذار متطاوس بأشجار دماء الشهداء . - مجد الوطن مجد لكل أبنائه وقابل للتوريث بعد ثورة 25 يناير . - بدون الحب لا يتنفس الورد، ولا يرضع النهر أرضًا، ويختنق المدى ، هيا.. نحب مصر أكثر. [email protected]