تسود حالة من التوتر بين الإسلاميين والليبراليين بسبب سيطرة القوى الإسلامية على المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية , وما زالت حرب التصريحات مستمرة بين الجانبين ، وتوعد كل طرف للآخر بفوز ساحق فى المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات. من جانبهم أكد عدد من الإسلاميين على أن التيار الليبرالى حصد الفشل الذريع فى الجولة الأولى من الانتخابات وفقد ثقة الشارع المصرى ، ولكن رغم ذلك ثمار الانتخابات لن تظهر إلا مع نهاية المرحلة الأخيرة ، والمتوقع لها فوز الإسلاميين بنسب كبيرة . وأشاروا إلى عدم وجود نية لديهم لإقصاء أى تيار سياسي حتى لو حصلوا على الأغلبية في البرلمان, مرحبين بالتعاون مع كافة القوى والأحزاب السياسية من أجل مصلحة الوطن العليا. فيما وجه عدد من الليبراليين انتقادات لاذعة للإسلاميين بداعى استخدامهم للدعاية الدينية ، والتأثير على الناخبين فى المرحلة الأولى ، موضحين أنهم تعلوا الدرس جيداً , وحذروا من خطورة سيطرة الإسلاميين على البرلمان ، واصفين ذلك بأنه سيدخلنا في حروب طائفية تهدد أمن واستقرار مصر ومسيرتها نحو التحول الديمقراطي, مطالبين من الناخبين عدم الانسياق وراء الدعاية الدينية ، وعدم إعطاء الأغلبية لتيار معين المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين أكد أن هناك عداء شديد للقوى الإسلامية بسبب اختيار الشعب لها فى المرحلة الأولى من الانتخابات ,مشيرا إلى أن الشعب قال كلمته وعلى الجميع احترام إرادة الشعب طالما نريد ديمقراطية وطالب بأن تعمل القوى السياسية وتجتهد بدلا من الكلام العبثى الذى لا فائدة منه سوى تعليق على شماعات لا تعبر عن الواقع الحقيقى , لافتا إلى أن هذه المرحلة تحتاج للتعاون والتكاتف بين كافة القوى والأحزاب السياسية من أجل مصلحة مصر ، والانتهاء من المرحلة الديمقراطية بسلام كما شن مجدي قرقر القيادي بحزب العمل هجوما شديدا على الأحزاب الليبرالية بسبب تبريراتها الواهية عن أسباب فشلها في المرحلة الأولى , ومحاولاتها بث الذعر والخوف لدى الشعب المصري من صعود القوى الإسلامية ، مؤكداً أن الشعب المصري واعي جيدا ولا يقبل أوصياء على اختياراته . وأكد أن الإسلاميين حصلوا على الأغلبية بجدارة واستحقاق بعد جهاد طويل وعمل متواصل فى الشارع المصري ، في وقت كانت فيه أحزاب تكتفي بالكلام العبثي ومازالت تستخدمه من داخل الغرف المغلقة والانفصال عن الشارع ، فكان حصادهم الفشل الذريع وعدم ثقة الشارع بهم. على الجانب الآخر قال عبد الغفار شكر القيادي بحزب التحالف الشعبي أن سيطرة الإسلاميين على البرلمان تحدى واضح للثورة , مطالبا بالأ ينساق الناخبين وراء دعاية الإخوان المسلمين والسلفيين. وأكد أن تنوع القوى السياسية الممثلة في البرلمان شئ مهم وضروري من أجل مصلحة مصر ، وخطوة كبرى نحو الانتهاء من المرحلة الانتقالية بسلام ، والانتقال نحو تداول سلمى للسلطة. وأضاف أن سيطرة الإسلاميين على البرلمان سيكون بمثابة استنساخ للحزب الوطني المنحل الذي سيطر على كل مقاليد الأمور ، وأقصى كل أصوات المعارضة. وتوقع شكر أن يتغير مسار التصويت فى المرحلة الثانية والثالثة , ولن يحصل الإخوان والسلفيين على ما حصلوا عليه فى المرحلة الأولى ,خاصة وأن الأحزاب تعلمت الدرس جيدا ولن تكرر نفس الأخطاء مجددا. وقال هانى سرى الدين عضو المجلس الرئاسى أنه واثق من أن أخطاء المرحلة الأولى لن تتكرر مرة أخرى فى المراحل الأخرى ,مشيرا إلى أن الإسلاميين باعوا الثورة واستغلوا الشعارات الدينية لتضليل الناخبين. وأشار إلى أنه راضى عن أداء الكتلة المصرية فى المرحلة الأولى, متوقعا أن تشهد المرحلة الثانية والثالثة من الانتخابات البرلمانية الجارية صحوة للأحزاب المدنية لخلق نوع من التوازن فى البرلمان المقبل ، وعدم سيطرة الإسلاميين عليه وفرض ما يريدون على الجميع.