اليوم (5 ديسمبر) هو يوم التطوع العالمي أو اليوم الدولي للمتطوعين، وهو احتفالية عالمية سنوية تحدث في مثل هذا اليوم كل عام منذ أن حددته الأممالمتحدة منذ عام 1985. وفي مصر يتم الاحتفاء بهذا اليوم كمثل غالبية بلدان العالم، ويعتبر الهدف المعلن من هذا اليوم هو شكر المتطوعين على مجهوداتهم، إضافةً إلى زيادة وعي الجمهور حول فكرة التطوع في خدمة المجتمع. فهل جربت من قبل أن تشترك في عمل تطوعي؟، وأن تستثمر مجهودك في أعمال خيرية تفيد بها الناس من حولك؟ فسواء ساهمت بمالك أو وقتك أو مجهودك أو علمك أو أفكارك، بصفة اختيارية ومن غير مقابل مادي، فإنك في هذا الوقت تحمل لقب "متطوع". ولدت من جديد تقول رانيا عبد الروؤف، 24 سنة: "بدأت رحلتي مع العمل التطوعي منذ سنتين، ولم أكن أعرف هذا المعنى الجميل للحياة ومدى إحساسي بالسعادة وأنا أقوم بمساعدة إنسان يحتاج إليّ، دون اجر او منفعة سوي المنفعة الكبري وهي اجري عند الله الذي لن يضيع أبدا". وتكمل: "كانت بدايتي مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد ذلك مع الصم والبكم بعد ان حصلت على دورة في لغة الاشارة كي استطيع ان اتعامل معهم، ولا أستطيع أن أصف لكم مدي سعادتي عندما حصلت المجموعة التي كنت اترجم لهم الإشارة، علي دورة ال WINDWOS بكفاءة... في هذا اليوم بالتحديد احسست انني ولدت من جديد بمفهوم اخر للحياة". وتنهي حديثها قائلة: "أرجو من الله ان يمد لي كل إنسان قدمت له المساعدة يده يوم القيامة لأمر علي الصراط، وأتمنى أن يقوم كل شاب وفتاة في مثل عمري باغتنام شبابه قبل هِرمه، وصحته قبل مرضه، وأن يشارك في عمل يفيده في دنياه وآخرته". سعادة بالغة أما فهد سعيد،27 سنة، فيقول: كنت أعمل مندوب مبيعات باحدي الشركات وتركت العمل، فكنت أجلس بالمنزل فترات طويلة ولا أجد ما أفعله، فاقترح علّي أخي بأن اذهب معه إلى أحد الجمعيات الخيرية فذهبت معه وبالفعل اشتركت في بعض أنشطة الجمعية. في البداية قمت بالتطوع لمجرد أنني لم يكن لدي ما أفعله - كنوع من تضيع وقت الفراغ لحين الحصول علي عمل آخر– ولكنني عندما بدأت التطوع الفعلي، أحسست بسعادة بالغة وأنا أقوم بمساعدة المكفوفين ومساعدة المرضي وكبار السن والاستمتاع باللعب مع الأيتام، وفوق كل ذلك الثواب والأجر عند الله عز وجل. وعرفت أكثر قيمة العمل التطوعي الذي كنت أفعله عندما التحقت بعمل جديد وأصبحت لا أذهب إلى الجمعية إلا يوم الجمعة فقط، فأصبحت أنتظر هذا اليوم طوال الأسبوع، فجميل أن تساعد إنسان لمجرد أنه يحتاج إلى مساعدتك بدون النظر إذا كنت تعرفه أم لا. غايتي الداخلية أما عماد سلوم، 25 سنة، فيقول: "بدأت تجربتي مع التطوع بطلب من أحد الأصدقاء لإعطاء كورسات كمبيوتر في إحدى الجمعيات الخيرية حيث كان هو أحد المتطوعين فيها، ولكن عندما علمت أنها بلا مقابل لم أوافق، ومرت أيام وطلب مني طلب أخر، وهو أن أقوم بعمل صيانة لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالجمعية وعمل حصر باحتياجات هذه الأجهزة، وبالفعل ذهبت في الميعاد المحدد وكانت المفاجئة لي شيء لا يصدق، وجدت جموع غفيرة من الشباب فقلت في نفسي ماذا يجد هؤلاء الشباب هنا ؟؟ .. ولم أترك الجمعية إلا وأنا حامل لقب "متطوع"، وبعد وصولي إلى منزلي أحسست أني قد وجدت غايتي الداخلية". يضيف: "من وقتها وأنا أذهب إلي الجمعية يوميا، بصراحة غّير التطوع مفاهيم كثيرا لدي، فبعد أن كنت أفكر في السفر وأسعى إلي المال أصبحت أفكر في مساعدة من يريد جهدي، وبعد مرور بضعة أشهر جاءت لي فرصة للعمل باحدي الدول العربية والتي كنت أسعى لها كثيرا وهو ما أعتبره مكافأة من الله لي عن الأيام التي قضيتها في التطوع ومساعدة الآخرين". حقيقة الحياة بينما تقول نهاد عمر،22 سنة: "منذ أن تخرجت من الجامعة وأنا أسعى للحصول علي فرصة عمل مناسبة وتكون في مجال دراستي، وفي يوم قالت لي احدي الصديقات بأنها متطوعة في أحد الجمعيات الخيرية التي تهتم بخدمة المجتمع، وأنها أيضا توفر فرص عمل إذا كنت متطوعة نشيطة بها". تضيف: "بالفعل ذهبت معها ولكن بغرض العمل وكتبت استمارة التوظيف قبل استمارة التطوع، ثم بدأت رحلتي كمتطوعة، وبعد مرور شهرين علي تطوعي قمت بأخذ استمارة التوظيف وقمت بتمزيقها بعد أن عرفت معني التطوع وأحسست بالسعادة الحقيقية، فلا أستطيع أن اصف مدي سعادتي وأنا أقوم بتوصيل مساعدة ما إلي أسرة تحتاج العون، واليوم ولله الحمد أعمل في وظيفة جيدة وما زلت متطوعة في هذه الجمعية التي ساعدتني علي معرفة المعني الحقيقي للحياة".