أثارت تصريحات الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد التى اتهم فيها الكنيسة بمخالفة وعودها معه، موجة عارمة من الارتباك فى الأوساط الكنيسة، حيث سارعت القيادات الرسمية بنفى الأمر. وأكد الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، أن الكنيسة لا تعقد صفقات مع أى جهة ولا تتدخل فى اختيارات الناخبين الأقباط وإنما تكتفى بحثهم على المشاركة فقط. وكان البدوى قد أكد أنه تلقى رسالة من المسئول عن ملف الأقباط بالكنيسة، تتضمن وعودًا بالحصول على أصوات الأقباط، فى حال انسحابه من التحالف الديمقراطى، وعقب البدوى قائلًا "انسحبنا ولم يحدث شىء"، منتقدًا توجيهات الكنيسة للأقباط بالتصويت لقوائم بعينها "أى الكتلة". وأضاف خلال اجتماعه مع قيادات الحزب ومرشحى المرحلتين الثانية والثالثة لانتخابات مجلس الشعب أن الحزب حصد 13 مقعدًا من انتخابات المرحلة الأولى لمجلس الشعب لمرشحى القوائم والفردى، ومقعد آخر تجرى عليه الإعادة بمحافظة كفرالشيخ. من جانبه، أكد مصدر مسئول بالمقر البابوى، أن الكنيسة لم تعد البدوى بشىء وكل ما حدث أنها عبرت عن ضيقها من تحالف الوفد الليبرالى مع تيار إسلامى "العدالة والحرية" وأشارت إلى أنها لن تنتخب مرشحى الوفد طالما كانوا فى التحالف الديمقراطى لكنها قررت انتخاب الكتلة لثقلها فى الشارع المصرى وقناعة منها بأنها الأفضل للتعبير عن الأقباط خصوصًا أنها تضم حزب المصريين الأحرار الذى أسسه رجل الأعمال المسيحى نجيب ساويرس. وكانت "المصريون" قد انفردت بالكشف عن تفاصيل خطة الكنيسة لإدارة الانتخابات البرلمانية، حيث قرر البابا شنودة المتواجد حاليًا بالولايات المتحدةالأمريكية، "تكليف" الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس، بإدارة العملية الانتخابية بالكامل من دير راهبات القديسة دميانة وإيفاده بالتفاصيل عبر"الفيديو كونفرانس" وتنقل بيشوى من مكان لآخر حسب الضرورة، كما قرر وقف اجتماعاته مع الأساقفة التى تجرى انتخابات بإبراشياتهم. واختار البابا السفر قبيل إجراء الانتخابات لحشد أقباط المهجر للتصويت للكتلة المصرية، ليتقى أى هجوم مباشر على شخصه خشية كشف تورطه فى توجيه الأقباط نحو ناخب دون غيره، وأن يكون الأنبا بيشوى مسئولًا عن الأمر برمته. وقبل الأنبا بيشوى القيام بتلك المهمة مقابل العفو عنه وإلغاء الحظر "الإعلامى" المفروض عليه منذ تشكيكه فى عصمة القرآن الكريم العام الماضى خلال مؤتمر تثبيت العقيدة بالفيوم، واعتمد بيشوى على "التعداد القبطى" الذى قامت به الكنيسة منذ عامين لوضع خطة تغطية "الدوائر الانتخابية" لمعرفة أماكن الكتل التصويتية القبطية كدائرة شبرا على سبيل المثال. وفى التفاصيل أيضًا وصلت ميزانية الحشد 50 مليون جنيه "للمراحل الثلاث"، على أن تخصص 20 مليون جنيه للمرحلة الأولى وحدها تبرع بها بعض رجال الأعمال المقربين من البابا وعلى رأسهم نجيب ساويرس الداعم الأكبر لتحالف "الكتلة المصرية"، وفى المقابل تعهدت "الكتلة المصرية" بتنفيذ بعض المطالب القبطية وعلى رأسها تفعيل قانون منع التمييز وقانون دور العبادة الموحد، ومشاركة ممثلين للأقباط فى التشكيل الوزارى المقبل، وفى المناصب القيادية فى الدولة.