قال المتحدّث باسم اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية في بوروندي، اليوم الثلاثاء، وقبل ساعة من إغلاق مكاتب الاقتراع المقرر في الساعة السادسة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي (4 تغ)، إنّ الإقتراع جرى "دون حوادث تذكر". وأوضح المتحدث باسم اللجنة "بروسبير نتاهورواميي"، في تصريح للأناضول، إنّ "إقتراع اليوم يجري حتى الآن بمشكل عادي ودون تسجيل حوادث تذكر". تصريح فنّده "إيفاريست نغايمبوندا"، عضو "الاتّحاد من أجل التقدّم الوطني"، أحد أبرز تشكيلات المعارضة البوروندية غير المعترف بها من قبل الحكومة، والذي أشار، في تصريح للاناضول، إلى أنّ "انتخابات اليوم لم تلقَ متابعة سوى من قبل النظام ووسائل إعلامه". واضاف "نغايمبوندا" أنّ "المراقبين الدوليين انسحبوا، بما أنّه لم يسمح لأحد بالدخول إلى مراكز الاقتراع، وهذا دليل على أنّ هذه الانتخابات غير قانونية ومزوّرة". وشهدت الانتخابات الرئاسية التي تجري، اليوم، في بوروندي، إقبالا ضعيفا من قبل الناخبين، لاسيما في مكاتب الاقتراع بضواحي العاصمة بوجمبورا، والتي تشكّل، في معظمها، معاقل الاحتجاجات المناهضة للنظام، فيما ارتفعت حالة التأهّب لدى الوحدات الأمنية المكلفة بتأمين سير الاقتراع. وبحسب رئيس اللجنة المحلّية المشرفة على الانتخابات، سيرياك بوسومي، فقد "بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، بضاحية موساغا جنوب بوجمبورا، حوالي 10 % ، وذلك إلى حدود الساعة 11 بالتوقيت المحلي (9 تغ)، فيما ناهزت النسبة ذاتها ال 40 % في ضاحية كامونجي" التي لم تشهد احتجاجات ضدّ النظام. أما في محافظة مويينغا الواقعة على بعد 200 كم من بوجمبورا (شمال شرق)، فقد فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها متأخرة قليلا عن الموعد الرسمي المحدد في الساعة (4 تغ). وفي مركز اقتراع المدرسة الأساسية الاسلامية، لم يدل سوى 410 من الناخبين بأصواتهم، من أصل ألف و881 ناخب. وأدلى الرئيس البوروندي المغادر "بيير نكورونزيزا" بصوته في الانتخابات، صبيحة اليوم، في هضبة "بويي"، وهي المنطقة التي ينحدر منها، والتابعة لمحافظة نغوزي على بعد 130 كم من العاصمة (شمال). ودعي 3.8 مليون ناخب بوروندي للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين 8 مرشّحين، بينهم الرئيس "نكورونزيزا". ورغم إعلان مرشحي المعارضة الأربعة، بينهم القيادي "أغاتون رواسا"، انسحابهم من السباق الرئاسي، إلا أن اللجنة المشرفة على الانتخابات أكدت أن المرشحين الثمانية سيتنافسون الثلاثاء لنيل أعلى منصب في البلاد. ومن المنتظر أن يتم الشروع في فرز الأصوات فور نهاية التصويت، وفي حال حصول أحد المرشحين على أصوات تفوق ال50 % ، فإنّه يعلن رئيسا جديدا للبلاد. عكس ذلك، يمرّ صاحب أعلى نسبة من التصويت وثانيها إلى جولة ثانية. ويواجه ترشّح "نكورونزيزا" الماسك بزمام الحكم في بوروندي منذ 2005، معارضة شرسة لترشحه لولاية ثالثة يحظرها الدستور. وتعيش بوروندي، منذ 26 أبريل الماضي، على وقع أزمة سياسية وأمنية خانقة، عقب الإعلان الرسمي عن ترشح "نكورونزيزا"، لولاية رئاسية ثالثة، تصفها المعارضة ب"غير الدستورية". وأسفرت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن عن مقتل أكثر عن 100 شخص حتى بداية الشهر الجاري، وفقًا لإحصاء صادر عن "منظمة الدفاع عن حقوق الانسان والمحتجزين"(غير حكومية) في البلاد.