أكد ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي أن الانتخابات المصرية هي خطوة إيجابية أخري علي طريق التحول الديمقراطي، وقال "إن مصر تحتاج إلى قيادة عظيمة في الأسابيع والأشهر المقبلة إذا ما أرادت الانتقال بنجاح إلى حكومة مدنية بالكامل تحترم المبادئ الديمقراطية وتحافظ على التزاماتها الدولية، بما في ذلك معاهدة السلام مع إسرائيل". وحول صعود التيار السلفي في السياسة المصرية، قال الوزير الأمريكي إنه لا يمكن القفز علي النتائج اليوم وسوف تواصل الولاياتالمتحدة الحوار مع أي حكومة مقبلة في مصر من أجل أن تفي بإلتزاماتها. وقال بانيتا إن قادة مصر والأردن قد أوضحا له بشكل واضح وصريح علي التزامهما بمعاهدة السلام مع إسرائيل مؤكدا أن الحوار بين تلك الأطراف هو الحل الأمثل لتسوية الخلافات. وأضاف أنه قد أكد للمسئولين المصريين أن صيانة معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية مسألة بالغة الأهمية للأمن القومي الأمريكي. وقال بانيتا إن إسرائيل سوف تعيش في سلام في حال تحول دول المنطقة إلي تبني قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وليس العكس. وانتقد بانيتا النظام السوري بشدة وقال إن الولاياتالمتحدة تدين بأقوي لهجة ممكنة إستمرار الرئيس السوري بشار الأسد في قتل وتعديب الأطفال وهو ما أدي إلي توقيع عقوبات عليه من واشنطن والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية. وأكد بانيتا أنه على الرغم من الاضطرابات الراهنة في الشرق الأوسط، فإن الولاياتالمتحدة لا تزال ملتزمة بحماية إسرائيل. وتحدث الوزير الأمريكي في الجلسة الافتتاحية لمنتدى سابان لمؤسسة بروكنجز، وهو المؤتمر السنوي لمسئولين أمريكيين وإسرائيليين من صناع القرار في البلدين وقال إن هناك أسبابا متعددة تدعو اسرائيل إلي الإعتماد على الولاياتالمتحدة في مواصلة التزامها القوي بأمنها. وأوضح بانيتا "إن اسرائيل تستطيع الاعتماد على ثلاث ركائز ثابتة للسياسة الأمريكية في المنطقة، والتي تسهم بشكل مباشر في سلامة والازدهار للشعب الإسرائيلي؛ أولا التزامنا الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل، ثانيا التزام أوسع نطاقا لدينا لتحقيق الاستقرار الإقليمي ، والثالث تصميمنا على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية". وتطرق بانيتا إلي سياسة الإدارة الأمريكية الحالية في دعم أمن إسرائيل فقال إن إدارة أوباما واصلت وحققت مستويات غير مسبوقة من التعاون الدفاعي مع اسرائيل وقامت القوات المسلحة الامريكية والقوات الإسرائيلية بإجراء أكبر مناورات مشتركة في تاريخ تلك الشراكة، وتعزيز قدرة الجيوش على العمل معا وأيضا اختبار صواريخ بالستية جديدة وقدرات دفاعية صاروخية. وقدم بانيتا مثالا علي زيادة مساحة التعاون العسكري فقال إن الولاياتالمتحدة ستضمن استمرار التفوق الجوي لاسرائيل من خلال تقديم طائرات مقاتلة متطورة من الجيل الخامس، والمقاتلة F - 35 . لكن بانيتا أشار إلي أنه لا يمكن تحقيق أمن إسرائيل من خلال الترسانة العسكرية وحدها بل يعتمد أيضا على الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك الجهود المبذولة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين وقال أن الوقت الحالي مناسب لاتخاذ إجراءات جريئة والتحرك نحو حل الدولتين عن طريق التفاوض، ووصف بانيتا "مائدة التفاوض" بأنها المائدة "الملعونة". وأكد بانيتا أن إيران لا تزال تشكل تهديدا للمنطقة و "يجب أن تدرك في النهاية أن سعيها للحصول على أسلحة نووية سيقلل من قدرتها علي حماية أمنها وليس مثلما تدعي". وقال إن "جهود إيران المتواصلة لتطوير قدرات نووية، بما في ذلك أنشطة تخصيب اليورانيوم يثير القلق والخطوات الرامية إلي حيازة تلك الأسلحة تم توثيقها من قبل الوكالة الدولية، فضلا عن استمرار ودعمها لجماعات مثل حزب الله وحماس ومنظمات إرهابية أخرى، وهو ما يجعل من الواضح أن النظام في طهران لا يزال يشكل تهديدا خطيرا جدا بالنسبة لنا جميعا.