أثارت واقعة قتل محامي محكمة مدينة نصر على يد أمين شرطة غضب عموم المحامين في مصر واستنكار قطاع عريض جدًا من الشعب المصري، حيث نظم عدد من المحامين اليوم وقفة احتجاجية أمام المحكمة للتنديد بالانتهاكات التي يتعرض لها المحامون على يد أفراد الشرطة، كما أعلن نقيب الصحفيين سامح عاشور تعليق عمل المحامين بمحكمتي مدينة نصر وأبو حماد بالشرقية. ويروي شهود العيان أن أمين الشرطة التابع لقسم الأميرية ارتكب جريمته عقب نشوب مشاجرة بين سكرتير التحقيق التابع لنيابة مدينة نصر أول والمحامي "محمد الجمل"، ظنا منه بأنه متهم يحاول الهرب من المحكمة. وقد استمعت نيابة مدينة نصر أول برئاسة أحمد شورب مساء أمس لأقوال أمين الشرطة المتهم بإطلاق الرصاص على المحامي محمد جمال أثناء سيره بسرعة بإحدى طرقات النيابة عقب مشاجرة نشبت بينه وبين سكرتير التحقيق التابع لنيابة مدينة نصر أول. وقال أمين الشرطة في التحقيقات إنه لم يقصد إصابة المجني عليه وأنه اشتبه فيه عقب نشوب مشاجرة بين المجني عليه وسكرتير التحقيق التابع لنيابة مدينة نصر أول، ومشاهدة المحامي يمشى بسرعة ظن أنه متهم حاول الهرب من النيابة فأطلق عليه الرصاص. وأمرت النيابة بالتحفظ على أمين الشرطة المتهم بإطلاق الرصاص وسلاحه الميري وإرساله إلى المعمل الجنائي لفحصه. ويرقد المجني عليه داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر لتلقى العلاج واستخراج الرصاصة من جسده. وعقب تلك الواقعة قرر عدد من المحامين خلال اجتماعهم مع سامح عاشور، نقيب المحامين، ومحمد عثمان، نقيب محامين شمال القاهرة، تعليق العمل بمحكمة أبو حماد بالشرقية ومدينة نصر احتجاجًا على الاعتداء على المحامي. وطالب جميع الحضور سامح عاشور بضرورة اتخاذ بعض الخطوات التصعيدية للرد على وقائع الاعتداء على المحامين، مشددًا على ضرورة الدخول في إضراب عام عن العمل، ومقابلة رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، ووزير العدل، المستشار أحمد الزند. وأكدت حملة "الدفاع عن المحامين" أن وقائع الاعتداء على المحامين قد تجاوزت المدى، وفاقت قدرة المحامين على الصبر، خاصة بعد واقعة إطلاق النار على المحامي محمد الجمل داخل محكمة مدينة نصر. وقالت الحملة في بيان، إن الأمر قد تجاوز المدى وفاق قدرة المحامين علي الصبر والتحمل ولم نعد نحن أبناء تلك الرسالة نأمن على أنفسنا وأرواحنا، والحملة أكدت دومًا حرمة الدم الذي يسفك كل يوم من جنودنا ومحامينا، ولابد من الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه قتل النفس بغير حق. وكلفت الحملة وفدا برئاسة المحامي محمد نور للتوجه فورًا إلى محكمة مدينة نصر لمتابعة التحقيقات وعدم العبث في أدلة ثبوت الواقعة. وأكد منتصر الزيات مقرر حملة الدفاع عن المحامين، أن الأزمة الحقيقية ليست في وفاة محامي مدينة نصر أو إصابته فقط، بل في فكرة إطلاق الرصاص عليه من الأساس. وأشار الزيات إلى أن خبر وفاة الزميل المحامى أو إصابته فقط ليس هو الأزمة ولكن الأزمة الكبرى في فكرة إزهاق الروح، لكن الخطر في الاستهانة الشديدة في إطلاق النار على محامٍ وهو يؤدي عمله وتكرار ذلك العدوان بصور مختلفة دون رادع. أدانت لجنة حريات المحامين واقعة الاعتداء على محامى مدينة نصر والذى لقى مصرعه متأثرًا بجراحه في غرفة العناية المركزية بالمستشفى. وقالت اللجنة فى بيان لها إنها تلقت ببالغ الأسى والحزن خبر وفاة المحامى محمد الجمل بمحكمة مدينة نصر مطالبة المستشار زكريا عبدالعزيز القائم بأعمال النائب العام، بسرعة إنهاء التحقيقات اللازمة وسيرها في المسار الطبيعي وذلك لاتخاذ الأحكام العاجلة في مقتل المحامى. من جانبه، شكل سامح عاشور، نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب، لجنة برئاسة محمد عثمان نقيب محامى شمال القاهرة لمتابعة التحقيقات الخاصة بواقعة الاعتداء على المحامى محمد الجمل داخل محكمة مدينة نصر، بعد إطلاق النار عليه من قبل أمين شرطة وموظف داخل مقر المحكمة. وقال محمد عثمان إنه يباشر مع النيابة التحقيقات، وسيتطلع على تفاصيل التحقيقات التى ستجريها نيابة مدينة نصر مع أمين الشرطة وشاهدى واقعة الاعتداء. وأصدر محمد عثمان، نقيب المحامين بشمال القاهرة، بيانا صباح اليوم الأحد حول أحداث محكمة مدينة نصر، قال فيه: "التقيت بالمحكمة عددًا كبيرًا من الزملاء ومعهم الزميل الشاذلى حنفي، وأكد أنه شاهد على الواقعة منذ بدايتها وتتلخص في مشادة بين الزميلين محمد أحمد عبد الحميد الجمل، وأحمد محمد قطب، وهما محاميان من الشرقية، يحضران فى تحقيق نيابة مع ثلاثة متهمين بالخطف ومعروضين على نيابة مدينة نصر للتحقيق. وأكد الشاذلى فى شهادته على تطور المشادة بين الزميلين من جهة وأمناء شرطة الترحيلات وأحد الموظفين من جهة أخرى، على إثرها قام الموظف بالاستيلاء على سلاح أحد أمناء الشرطة وأطلق الرصاص على المحامى المصاب". وتابع عثمان: وفى ذات التوقيت التقيت وزملائي سامح صديق وأحمد المحلاوى وحسن حسنى وآخرين برئيس نيابة مدينة نصر فى حضور عدد كبير من القيادات الأمنية وعلى رأسهم نائب مدير أمن القاهرة لقطاع الشرق، للوقوف على سير التحقيقات، وتبين وجود رواية أخرى لواقعة إطلاق النار وعليها عديد من الشهود وتتلخص فى أنه أثناء المشادة تجمع عدد كبير من أمناء الشرطة والموظفين المتواجدين وطاردوا الزميلين حتى السلم الخلفي، وتبع المطاردة صياح ومطالبة بالإمساك بهما باعتبارهما هاربين من الحرس، وفى الدور السفلى لهذه الأحداث خرج الأمين مجدي باستيفاء نيابة الأميرية وأطلق الرصاص على المحامى محمد الجمل وهرب من المحكمة عقب الواقعة. وتابع البيان: فى حوالي الساعة الخامسة بدأ توافد الزملاء المحامين من الشرقية وتواصل معنا عاكف جاد نقيب الشرقية وتواصل مستمر من النقيب العام وجموع المحامين، وتم تكليف فريق عمل من نيابة مدينة نصر لسؤال الشهود والانتقال للمستشفى ومعاينة مسرح الجريمة فى ظل توافد حشود وقيادات المحامين من كل مكان". واستطرد: "فى تمام الثامنة والنصف مساء توجهت بصحبة النقيب العام وعدد من الزملاء لزيارة المحامى المصاب بمستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر والاطمئنان على حالته الصحية، وأفادنا الأطباء المعالجون باستقرار حالته الصحية وعمل اللازم طبيا، ثم توجهنا للزملاء المتواجدين بمحكمة مدينة نصر للتشاور حول الحدث واتخاذ خطوات محددة للوصول إلى الفاعل وتقديمه للعدالة، وقرر المجتمعون تعليق العمل بمحكمتي مدينة نصر وأبو حماد بالشرقية كبداية حتى تتضح الأمور، والتأكد من أن الجاني في قبضة العدالة وسلامة التحقيقات".