اعتبر رئيس الشؤون الدينية التركية، محمد كورماز، أن "حظر أو تقييد عبادة كالصيام في هذا العصر، في أي مكان من العالم، أمر غير مقبول، كائنًا ما كانت الأسباب والحجج". وقال كورماز، اليوم الأحد، إنه يتابع عن كثب حظر الصيام المفروض على مسلمي الأويغور (أتراك)، والهوي (صينيون)، في إقليم تركستان الشرقية (شينجيانغ) بالصين"، مشيراً إلى أنه "نقل إلى بكين، عن طريق سفيرها لدى أنقرة، قلق رئاسة الشؤون الدينية، وأسف الشعب التركي إزاء ما حدث". وأعرب كورماز عن أسفه لدى سماعه أن "الحظر يشمل الطلاب، والمعلمين، والموظفين فقط، بحجج غريبة جدًّا لا يمكن أن يقبلها أحد، وهي أن الصيام يؤثر سلبًا على صحة الشباب، وعلى أداء الموظفين في العمل"، قائلاً إن "حظر أو تقييد عبادة كالصيام في هذا العصر، في أي مكان من العالم، أمر غير مقبول، كائنًا ما كانت الأسباب والحجج". ولفت إلى أن جهود رئاسة الشؤون الدينية ستستمر في مواجهة الممارسات الصينية ضد المسلمين، معربًا عن اعتقاده أن "كفة الحكمة هي التي سترجح، ويتم العدول عن هذا الخطأ في أسرع وقت". وقال إن "الصين بلد يعيش فيه المسلمون منذ حوالي 1200 عام، ومن غير الممكن قبول هذا الحظر على مسلمين يعيشون على أرضها منذ عصور". وكانت الصين حظرت الصيام على الموظفين والطلاب والمدرسين، طوال شهر رمضان في "تركستان الشرقية"، على غرار رمضان العام الماضي. وأبلغت تركيا الثلاثاء الماضي، السفير الصيني لديها، قلقها العميق، إزاء الأنباء المتعلقة بقرار بلاده حظر الصيام، وأداء العبادات على أتراك "الأويغور"، وهو ما ردت عليه بكين ب"انزعاجها"، من رد فعل أنقرة. وتضم الصين 10 أقليات مسلمة من أصل 56 أقلية في البلاد، حيث يعيش الهوي، والأويغور، والقرغيز، والكازاخ، والطاجيك، والتتار، والأوزبك، والسالار، وال باوان، والدونغشيانغ، بكثافة، في شمالي، وشمال غربي البلاد عموما. وتسيطر الصين على "تركستان الشرقية"، ذات الغالبية التركية المسلمة منذ عام 1949، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي الحدود الجديدة، ويطالب سكان الإقليم - الذي يشهد أعمال عنف دامية منذ عام (2009) - بالاستقلال عن الصين، فيما تعتبر الأخيرة، الإقليم منطقة تحمل أهمية استراتيجية بالنسبة إليها.