استنكر الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك توقيف السلطات الألمانية للإعلامي بقناة "الجزيرة" أحمد منصور, واعتبره ضربة موجعة لديمقراطية ألمانيا تحت قيادة المستشارة أنجيلا ميركل. وأضاف فيسك في مقال نشرته له صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في 22 يونيو, أن توقيف منصور جاء استنادا إلى مذكرة صادرة مما سماه نظاما قمعيا حكم على رئيس منتخب بالإعدام. وربط فيسك بين توقيف منصور والصفقة, التي وقعها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع شركة "سيمنز" الألمانية العملاقة, والتي تقدر قيمتها بنحو ثمانية مليارات يورو، وتساءل "إن كان ثمن هذه الصفقة حرية صحفي؟". وأفرجت السلطات الألمانية في 22 يونيو عن أحمد منصور مقدم البرامج في قناة "الجزيرة", بعد يومين من احتجازه, بناء على طلب من السلطات المصرية. وقد أطلق سراح منصور بعد لقائه المدعي العام الألماني بعد احتجازه في سجن "مؤبيد" في برلين. وكان منصور قد مثل أمام قاضي التحقيق الألماني بعد ساعات من توقيفه في مطار برلين, وقد جرت جلسة استماع له من قبل الشرطة تم نقله بعدها إلى الاحتجاز المؤقت. وكانت السلطات الألمانية احتجزت أحمد منصور في مطار برلين مساء السبت 20 يونيو, بينما كان يستعد لمغادرة ألمانيا، وذلك بناء على مذكرة توقيف مصرية. ومثل منصور أمام قاضي تحقيق ألماني في 21 يونيو، ثم نُقل إلى سجن في برلين, ريثما يبت الادعاء العام في أمر احتجازه. وأكد الاتحاد الدولي للصحفيين أنه سيتدخل لدى أعلى المستويات في الحكومة الألمانية للمطالبة بإطلاق سراح منصور, مستخدما "حقه القانوني العالمي في تمثيل الصحفيين والدفاع عنهم". وقال رئيس الاتحاد جيم بوملحة إن الاتحاد والنقابات المنضوية فيه، بما فيها نقابتان ألمانيتان تضمان سبعين ألف صحفي، يدينون بشكل كامل ما قامت به الشرطة الألمانية. وأشار في اتصال مع "الجزيرة" إلى أن التهم الموجهة لمنصور "تدعو للسخرية والضحك"، وقال :"إن من غير المعقول أن تعطي السلطات الألمانية مصداقية لما يقوله السلطات المصرية, التي تقوم بقمع الصحفيين", على حد قوله. ومن ناحية أخرى، أطلق ناشطون إلكترونيون عريضة عبر الموقع الشهير آفاز (Avaaz petition) طالبوا فيها الإعلاميين والناشطين وأحرار العالم بالتوقيع على مطالبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإطلاق سراح أحمد منصور فورا. وبدوره, أصدر المدير العام لشبكة "الجزيرة" بالوكالة مصطفى سواق مساء السبت 20 يونيو بيانا طالب فيه السلطات الألمانية بإطلاق سراح منصور فورا. واعتبر سواق أن حملة الاعتقالات والقمع بحق الصحفيين من قبل السلطات المصرية معروفة جدا, على حد قوله. وأضاف أن "الجزيرة -وهي الأكثر مشاهدة في العالم العربي- نالت نصيبها من ذلك".