حذرت النائبة الدكتورة شاهيناز النجار من الآثار السلبية الخطيرة من تنفيذ قرار نقل المدابغ الواقعة بسور مجري العيون بمنطقة بمصر القديمة إلي منطقة الروبيكي بمدينة بدر الجديدة. وأكدت النائبة في اقتراح برغبة تناقشه لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس الشعب خلال اجتماعاتها القادمة برئاسة المستشار محمد جويلي أن نقل المدابغ إلي مدينة بدر الصناعية سوف تكون له أثار سلبية واجتماعية خطيرة من شأنها تدمير معيشة 25 ألف عامل يعملون في الصناعات الجلدية ، والتي تعد ثاني أكبر صناعة في مصر بعد صناعة المنسوجات. وأشارت النائبة شاهيناز النجار إلى أن قرار النقل سوف يشل حركة التصدير لصناعات الجلود المصرية بعد اكتسابها سمعة عالية علي مستوي الأسواق الخارجية ، لافتة إلى أن قرار النقل جاء في توقيت غير مناسب خاصة في ضوء حالة الكساد والركود الاقتصادي التي تعاني منه معظم القطاعات الصناعية حاليا إضافة إلي الأعباء المحملة علي صناعة الجلود بعد ارتفاع نسب الجمارك المفروضة عليها علاوة علي غياب مراكز البحوث ونقل التكنولوجيا والمنافسة الشرسة من جانب المنتجات المستوردة والصناعات الجلدية الواردة من الصين ودول جنوب شرق آسيا وغيرها بأسعار أقل من المنتج المصري. وأوضحت النائبة أن فكرة نقل المدابغ بدأت منذ 50 عاما ولم تنفذ نتيجة الظروف الاقتصادية وقصور التمويل إلا أن القرار الجديد الذي تنوي تنفيذه الحكومة جاء في وقت حرج ، فضلا عن أن منطقة الروبيكي المزمع نقل المدابغ إليها تقع في قلب الصحراء وتبعد عن العمران بنحو 60 كيلومتر فضلا عن عدم وجود المرافق بها من شبكات المياه والحريق والكهرباء والمياه والاتصالات والصرف الصحي ومحطات المعالجة المركزية فضلا عن افتقارها لكافة أنواع الخدمات من نقل ومدارس ومستشفيات. وأكدت النائبة أن عمليات النقل سوف تهدد أصحاب الورش الصغيرة لعدم قدرتهم علي نقل المدابغ المثبتة في خراسانات وعدم توافر الإمكانيات المالية فضلا عن تكبيد العاملين مشقة وتكاليف عملية الذهاب والإياب لمسافة إجمالية 120 كيلومتر. وأشارت النجار إلى أن أسعار بيع الأراضي في منطقة الروبيكي مرتفعة الثمن ولا يستطيع أحد من أصحاب الورش شرائها خاصة وأن سعر المتر 700 جنيه. وتساءلت النائبة : كيف ستعمل هذه المدابغ بالمنطقة الجديدة والمعروف عنها أنه لا يوجد بها مياه جوفية التي تعد جوهر عمل المدابغ وعنصر حاسم في التكلفة وعدم القدرة المالية علي استخدام المياه لارتفاع تكاليف استخدامها. وطالبت النائبة شاهيناز النجار من الحكومة عدم التسرع في اتخاذ مثل هذا القرار ، مشيرة إلى أنه إذا كان قرار النقل بسبب التلوث فلماذا لا توفر الدولة ما سوف تنفقه علي عمليات النقل وإنشاء تجمع صناعي لدباغة الجلود بالمنطقة الجديدة بتكاليف إجمالية تصل إلي أكثر من 100 مليون جنيه ، بينما هذه المبالغ يمكن من خلالها تطوير منطقة المدابغ بمجري سور العيون وإنشاء وحدة للصرف الصحي ووحدة لمعالجة المياه واستثمار باقي المبلغ المخصص للنقل في تطوير التكنولوجيا المستخدمة في صناعة الجلود. وتساءلت النائبة : لماذا يتم النقل علي قلب الصحراء وعلي بعد 60 كيلومتر رغم وجود منطقة قريبة من شق الثعبان القريبة جدا من القاهرة.