"التيار الإسلامى يرتكب حماقة فى حق مصر.. والانقلاب العسكرى على غرار النموذج الجزائرى وارد، إذا لم تتعقل جماعة الإخوان والقوى الإسلامية". هكذا علّق الجنرال عبد الله السناوى، الكاتب الصحفى سابقا، على جمعة 18 نوفمبر لبرنامج "الحياة اليوم"، محذراً من تحول البلاد إلى أفغانستان أو صومال جديدة. تعليقات الجنرال السناوى يمكن تفهمها فى ضوء حالة الذعر التى أصابت القوى اليسارية والليبرالية من نجاح مليونية 18 نوفمبر، وما حظيت به من إجماع على رفض وثيقة السلمى، ومطالبة العسكر بالرجوع إلى ثكناتهم، وتحديد موعد نهائى لنقل السلطة للمدنيين، وإجراء انتخابات رئاسية أواخر إبريل القادم. الغريب والملفت أن السناوى تقمص دور جنرالات الحرب، متوعداً بتكرار النموذج الجزائرى حينما انقلب الجيش على إرادة الشعب الذى اختار جبهة الإنقاذ الإسلامية فى انتخابات 1992، وسيطر على مقاليد الحكم، وأدخل الجزائر فى بحور من الدماء، وهو مشهد يتمناه بعض المتطرفين من الليبراليين، ما دامت الديمقراطية لن تأتى بهم، وستأتى بالإسلاميين. "صوملة" أو "أفغنة" مصر، سيناريو يدور فقط فى أذهان المتطرفين اليساريين، الذين سبق أن هددوا بحمل السلاح، بدعوى الدفاع عن الدولة المدنية – كمال خليل فى مؤتمر سابق - بنقابة الصحفيين، وكثيراً ما دعوا لبقاء العسكر فى الحكم، تقدمهم فى ذلك الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، ويوسف القعيد، وأسامة الغزالى حرب، الذى قالها صراحة فى حواره مؤخراً مع الشروق، "أتمنى أن يبقى العسكرى فى السلطة لعامين، لأنه مش قاعد على نفسنا". الجنرال السناوى الذى استقال من صحيفة لا توزع بضعة آلاف، ويصعب أن يفوز بمقعد رئيس الحى الذى يقطنه، يقول إن ما يحدث فى التحرير خطر يهدد مستقبل الديمقراطية فى مصر، وإن "استعراض قوة العضلات من قبل الإخوان المسلمين قد يكسر العضلات". فى ضوء حملة التفزيع المستمرة من الإسلاميين، والتى كان يمارسها نظام مبارك، يبدو أن التيارات الليبرالية واليسارية تخشى النزال الانتخابى، فى ظل ما تعانيه بعد ثورة 25 يناير من إصابات خطيرة تارة ب"الإسلاموفوبيا"، وتارة ب"الإخوانوفوبيا"، و"السلافيوفوبيا"، حتى بات صندوق الاقتراع النزيه يمثل كابوساً لجنرالات التوك شو.