"جهات سيادية أبلغتني بفوزي في الانتخابات الرئاسية عام 2012 على منافسي المعزول محمد مرسي"، عبارات صرح بها الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق في حواره مع الإعلامي عبدالرحيم علي، مسميًا هذه الجهات والتي على رأسها جهاز المخابرات المصرية، والذي كان يتولى رئاسته الفريق مراد موافي، ويليه الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقًا، وذلك في الحوار الممنوع من العرض مع الإعلامي عبدالرحيم علي. تصريحات شفيق جاءت لتقلب الطاولة على الجميع وتوجه اتهامًا مباشرًا لأعضاء المجلس العسكرى وجهات سيادية بالتدخل لتزوير الانتخابات لصالح مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، مما دفع على الفور الفريق عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقًا، ومراد موافي، رئيس جهاز المخابرات العامة السابق، إلى تكذيب عنان ونفى صحة هذا الكلام ليزيد الخلاف بين الجنرالات الثلاثة رفقاء الدرب في الحياة العسكرية. جاء نفى موافي تصاريح شفيق جملة وتفصيلًا على لسان مصطفى بكري، في برنامج "على مسؤوليتي" على قناة "صدى البلد"، ورغم أن موافي صرح لبكري بأنه كان يتمنى فوز شفيق، إلا أنه رضخ لرأي الشعب وهو ما يؤكد أن جهاز المخابرات كان يرغب لوجود شفيق على رأس السلطة ولكن إرادة الشعب حالت دون ذلك، ليكون تكذيبًا واضحًا لشفيق واعتراف بأن الانتخابات الرئاسية نزيهة وتمت في مناخ ديمقراطي دون تدخل من أحد. وقال بكري نقلاً عن موافي، إنه لا يجوز لرئيس جهاز مخابرات أن يسرب معلومات تخص وطنه للخارج، نافيًا علمه بالنتيجة قبل إعلانها، وهو ما يعد اتهامًا صريحًا له بأنه لا يعلم الوطنية ولا طبيعة عمل المخابرات. لم يقتصر الأمر على نفي موافي بل سارع أيضًا الفريق سامي عنان ليظهر في أول خروج له منذ أن قرر الترشح أمام السيسي وبعدها اختفى عن المشهد ليخرج الآن لينفي ما صرح به شفيق، بأنه أبلغه بفوزه في الانتخابات على منافسه محمد مرسي من خلال مداخلة هاتفية مع خالد صلاح على قناة "لنهار"، وذلك بعد زعم شفيق بأن عنان قال له "ابقى افتكرنا". وكشف عنان عن طبيعة المكالمة بينه وبين شفيق، مؤكدًا أن شفيق اتصل به قبل عدة أيام من ظهور النتيجة، وسأله عن الأخبار، فنفى له أي معلومات عن لجنة الانتخابات وطبيعة عملها، وعقب ذلك بساعات اتصل عنان بالمستشار فاروق سلطان، رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية، وسأله عن النتيجة، فلم يصرح بشيء سوى أنه سعيد بالوقفة التي كانت عند النصب التذكاري لأنصار شفيق. تناطح الجنرالات الثلاثة يكشف عن تخبط واضح لدى دوائر السلطة في أعقاب ثورة 25 يناير، فقد أطلق عنان تصريحاته ليقابلها على الفور نفي من عنان وموافي على الرغم من رغبتهما في تتويجه بالرئاسة، إلا أن الخوف من الوقوف تحت طائلة القانون دفعهما إلى بيع رفيقهما لينطبق عليهما المثل الذي يقول "كل حلفائك باعوك ريتشارد". الحوار "الممنوع من العرض" الذي أجراه الإعلامي عبدالرحيم علي مع الفريق أحمد شفيق، في الإمارات، حيث يقيم هناك منذ يونيو 2012، والذي تحفظت جهات سيادية على عرضه على إحدى الفضائيات المصرية، بحسب رواية شفيق، أزاح الغطاء عن الصراع المحتدم بين المرشح الرئاسي الأسبق، والرئيس عبدالفتاح السيسي والأجهزة الأمنية في مصر، وكشفت عن غضب شفيق الشديد من تجاهل نظام 30 يونيو لدعوته للنزول إلى مصر في الثالث من يوليو أثناء عزل مرسي. واعتبر شفيق في "برومو" الحوار أن له فضلاً كبيرًا على النظام الحالي في عزله لحكم جماعة الإخوان المسلمين، بل وصل الأمر إلى اعترافه بمقابلة مسئولين ومراكز بحثية أمريكية في منزله بالإمارات من أجل عزل جماعة الإخوان عن السلطة، فكيف بعد كل ذلك يحارب من قبل بعض الأجهزة في مصر؟
ووجه شفيق رسالة لأجهزة الأمن.. قائلا: "معلوماتي كثيرة جدًا.. وكل واحد يتلم عني.. وخلينى ملموم وخلينى ساكت أحسن"، وتابع: "مش هانقعد في بيوتنا زى زمان، ولا أحد يستطيع منعنا من العمل السياسي أو الترشح لمجلس الشعب". وعن أسباب عدم عودته إلى مصر، قال المرشح الرئاسى الأسبق: "المقاتل لا يترك رقبته للأعداء"، حسبما ظهر في الإعلان الترويجي للبرنامج.