استنفرت مؤسسات إغاثية تركية، حكومية وغير حكومية، من أجل تلبية احتياجات اللاجئين السوريين الفارين من القصف المتزايد لقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن والاشتباكات في مدينة "تل أبيض" بمحافظة الرقة شمالي سوريا والمحاذية لتركيا. حوالي 20 ألف سورياً، دخلوا تركيا خلال الأسبوعين الماضيين، حسب أرقام رسمية، وقامت إدارة الكوارث والطوارئ(آفاد)، التابعة لرئاسة الوزراء التركية، بتسجيلهم، ومن ثم توجيههم إلى أقاربهم في تركيا إن وُجدوا، أو إلى مخيمات اللاجئين، في مدن شانلي أورفا وماردين وغازي عنتاب الجنوبية. وتسعى كل من إدارة الكوارث والطوارئ والهلال الأحمر وهيئة الإغاثة الإنسانية في تركيا، إضافة إلى بلدية شانلي أورفا، إلى توفير الاحتياجات العاجلة اللازمة للموجة الجديدة من اللاجئين، وعلم مراسل "الأناضول" من مسؤولين في تلك المؤسسات أن هناك أماكن كافية في المخيمات الموجودة من أجل إيواء الوافدين الجدد. وتوفر بلدية(شانلي أورفا) ثلاث وجبات للأيتام السوريين، الذي تم إيواؤهم مؤقتًا في منطقة "أقجة قلعة" الموازية للحدود السورية من جهة "تل أبيض"، فيما تجري فرق وزارة الصحة التركية الفحص الطبي اللازم للاّجئين، وتقوم بتوزيع الأدوية عليهم مجانًا. وفي تصريح أدلى به لمراسل "الأناضول"، قال مدير فرع "آفاد" في شانلي أورفا، محمود سونمز، إن الإدارة تنسق جهود مساعدة اللاجئين على الحدود، مشيراً إلى أن موظفيها يعملون منذ مساء أمس الأحد على تقديم الدعم اللازم لكافة المحتاجين للمساعدة. وشهدت الأيام القليلة الماضية، سيطرة وحدات الحماية الكردية، وفصائل من المعارضة السورية المسلحة المتحالفة معها، على عدة قرى وبلدات، واقعة في ريف مدينة "تل أبيض"، شمال غربي محافظة الرقة السورية، ما أسفر عن نزوح الأهالي جراء الاشتباكات التي وقعت مع تنظيم "داعش" الذي كان يسيطر على تلك القرى والبلدات، في حين بدأ التنظيم بحفر خندق حول تل أبيض، في مسعىً منه لتعزيز مواقعه الدفاعية في المدينة. وأعربت واشنطن، الجمعة الماضية، عن قلقها من تقارير تحدثت عن استغلال حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي السوري الذي تتبع له وحدات الحماية، للدعم الجوي لقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، في تهجير أعداد كبيرة من العرب والتركمان السوريين خارج مناطقهم.