انطلقت مساء أمس الأحد، قمة الاتحاد الأفريقي ال 25 لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء، في عاصمة جنوب أفريقيا، جوهانسبيرج. وشن رئيس جمهورية زيمبابوي "روبرت موجابي" رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي ، هجوماً هو الأعنف من نوعه على الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا، متهماً الرئيسين الأمريكيين الأسبقين "جورج بوش" الأب، و"بوش" الابن، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير"، بقتل الرئيس العراقي الراحل "صدام حسين"، من أجل البترول. وأضاف "موجابي" "إن ما فعلته أمريكا وبريطانيا في العراق، يشبه ما تفعلانه مع أفريقيا من الحصول على الذهب الأسود"، على حد تعبيره. ورحب "موجابي" في كلمته بالرؤساء الأفارقة الجدد، وتحدث عن المرأة الأفريقية ونضالاتها، مشيراً إلى أن "المرأة الأفريقية تحقق اليوم انتصاراتها على وباء إيبولا"، معتبراً في الوقت ذاته كلاً من رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي "نكوسازانا دلاميني زوما"، ورئيسة ليبيريا "إلين جونسون سيرليف"، "رمزاً للمرأة الأفريقية ونموذج أفريقيا في تمكين المرأة والنهوض بها". وطالب "موجابي" الدول الأفريقية بعدم "تصدير المواد الخام الذي تزخر به أفريقيا التي يستفيد منها الغير خارج القارة في الوقت الذي تقبع فيه الشعوب الأفريقية في الفقر والجوع"، مضيفا "العملاق الأفريقي سينهض." واستطرد قائلا "نحن نساهم في انحراف الشباب للإرهاب والغش في الانتخابات ولانجري انتخابات عادلة ونزيهة"، مشجعا الدول الأفريقية على ضرورة تفعيل القوة الأفريقية الجاهزة من أجل الحفاظ على استقرار وسلام أفريقيا من خلال العمل على إنهاء الصراعات في ليبيا؛جنوب السودان؛ أفريقيا الوسطى." من جهته دعا الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، الرؤساء الأفارقة إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وطالبهم بدعم القضية الفلسطينية سياسياً ودبلوماسياً، لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في مطلبه بدولة فلسطينية مستقلة. وقال عباس "نتابع بقلق بالرغم من بعد المسافات، ما يجري من أحداث في أفريقيا، ونأمل أن تحل قضايا القارة بحكمة"، كما دعا المجتمع الدولي لدعم أفريقيا والوقوف معها لتحقيق السلام وتعزيز التنمية. وأعرب عباس عن تطلعات الشعب الفليسطيني لدعم قضيته، حتى يحصل على حقوقه ويقيم دولته المستقلة، فيما جدد تمسكه بخيار السلام، وأدان السلوك الإسرائيلي في فرض الواقع بقوة السلاح، وامتناعها عن السلام. وأشاد عباس بعلاقات بلاده بدول أفريقيا، واصفاً إياها ب "علاقات تاريخية وحاضرة ومستقبلية"، مشيراً أن دولة جنوب أفريقيا صاحبة النضال والتحرر والعنصرية، بحسب تعبيره. من ناحيتها قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي "دلاميني زوما" إن "هذه القمة تأتي وأفريقيا تنتصر على وباء إيبولا في ليبيريا وانخفاض واضح في كل من غينيا وسيراليون"، مرجعة أسباب انتشار وباء إيبولا في تلك الدول إلى الضعف في النظام الصحي بأفريقيا. ودعت "زوما" الدول الأفريقية إلى ضرورة توفير الفرص العادلة للشباب في بلدانهم "حتى لايصبح الشباب عرضة للهجرة غير الشرعية والتنظيمات الإرهابية"، مطالبة تلك الدول بالإسراع والتعجيل بالتكامل الأفريقي وتطوير التجارة والتصنيع. ورحبت باتفاق شرم الشيخ الذي توصلت إليه التكتلات الاقتصادية الثلاث(السادات؛الموميسا؛ ومجموعة دول شرق أفريقيا)، داعية إلى ضرورة استكمال المشروعات الحيوية وتعزيز حرية التنقل عبر جواز أفريقي موحد والعمل على إسكات السلاح ومحاربة بوكو حرام والجماعات الإرهابية الأخرى وتعزيز مصادر التمويل من أجل النهوض بالقارة. بدوره دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي" إلى تعزيز التعاون والشراكة العربية الأفريقية، موضحا أن الاتحاد الأفريقي "أصبح قادرا وفاعلا في مواجهة التحديات التي تواجه القارة." وكشف "العربي" عن الاجتماع الوزاري العربي الأفريقي الثالث الذي ستستضيفه العاصمة الأوغندية في أكتوبر المقبل، مشيرا إلى أن الاتفاق الأخير بين التكتلات الاقتصادية الثلاث، بشرم الشيخ، سيدفع بالاستثمارات والتعاون التجاري بين المنطقة العربية وأفريقيا. وأشار إلى أن "فلسطين ما زالت محتلة وهي الدولة الوحيدة التي تعيش في ظلم الاحتلال وغياب العدالة"، معربا عن أمله في أن يدعم الاتحاد الأفريقي القضية الفلسطينية كما كان يدعمها من قبل. وذكر "العربي" أن الجامعة العربية تعمل مع الاتحاد الأفريقي في تعزيز السلم والأمن ومحاربة الإرهاب في ليبيا ودعم السلام في الصومال السودان، مبينا أن "الأمن العربي والإفريقي مرتبط ببعضه البعض وندعو الى إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي." وعلى جانب آخرأحرج الرئيس التنزاني "جاكاي كيكيوتا" في كلمته، القادة الأفارقة بطلبه الداعي إلى ضرورة التخلي عن السلطة واعتماد تدوالها لفترتين رئاسيتين، معلنا في كلمته أنه أكمل ولايتين رئاسيتين ولن يترشح لولاية ثالثة. وشدد "كيكيوتا" أنه سيعمل على مساعدة ودعم الرئيس الذي سينتخبه الشعب التنزاني في الانتخابات التي ستجري في تشرين الأول/أكتوبر المقبل ببلاده. وفي سياق آخر أعرب عن تفاؤله من قدرة الأفارقة في مواجهة التحديات والصراعات والأمراض والفقر، موضحا أن هناك تطور حدث في مسار الديمقراطية وحقوق الانسان والتصنيع والزراعة "ويجب ألا نرسم لنفسنا صورة قاتمة والأزمات توجد في أربع او خمس دول".