أثارت وفاة محمد عوض، الناشط السياسى بحركة شباب 6 أبريل، جدلا بين زملائه بالحركة، حيث تجمع عشرات النشطاء السياسيين من الحركة من الإسكندرية والبحيرة أمام مشرحة كوم الدكة بالإسكندرية من الساعة السادسة صباحاً وحتى وحتى السابعة مساء فى انتظار تقرير الطب الشرعى عن سبب الوفاة. وقال محمد محمود – عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 أبريل بالبحيرة- إن محمد عوض عبد الجواد يبلغ من العمر 26 سنة، التحق بوحدة الدفاع الجوى بمطروح لأداء الخدمة العسكرية فى مارس 2011 وبدأ عمله السياسى فى ديسمبر 2010، وذكر فى خانة الانتماء السياسى باستمارة تجنيده أنه عضو بالحركة، وبدأ التضييق عليه هو وزملائه الذين كان لديهم انتماءات سياسية. وأضاف أن عوض كان يروى دائماً لأسرته وأصدقائه عن المعاناة التى يلقاها أثناء فترة التجنيد نتيجة التكدير الذى يتعرضون له من قبل ضباط الصف الثانى، مثل إبقائهم فترة طويلة بأماكن معرضة للشمس ومنعهم من تناول المياه، وتذنيبهم فى الطوابير لفترات طويلة، كما أنه حصل على إجازة بعد أسبوع واحد من التحاقه بالجيش بعد اعتراضه هو وزملائه على وفاة اثنين من زملائهم فى ظروف غامضة فى مركز تدريب دهشور، والذى دفعهم إلى القيام بعصيان. وأوضح محمود أنه عقب هذا العصيان منح الضباط إجازة للمجندين لمدة شهر ثم قاموا بتوزيعهم بين الوحدات المختلفة، ونقل عوض إلى وحدة سيدى البرانى بمطروح، مضيفاً أن الوفاة حدثت دون إبلاغ أى من أسرته إلا فى وقت متأخر. وأضاف أن أحد أصدقاء عوض قام بإبلاغهم بالوفاة وأن أحد أفراد الجيش هو الذى أبلغه بها، مؤكداً عدم معرفة السبب، بينما قال آخر إن السبب هو سقوطه على رأسه، وثالث أرجع السبب إلى أنه كان فى مهمة فى وحدته وسقط من فوق مكان مرتفع. واستنكر موقف القائمين بالمشرحة حيث منعوهم من الدخول، بينما دخل ابن عمه مرة واحدة فى التاسعة صباحاً ولم يستطع الدخول مرة أخرى، بالإضافة إلى إنكار وجود الطبيبة الشرعية داخل المشرحة، ثم اكتشفوا بعد ساعات أنها موجودة بالداخل، وقامت بالتشريح بالفعل، وأنهم فى انتظار الغسل وصدور تصريح الدفن.. وقال محمود إن كل تلك الملابسات أثارت شكوكه حول سبب الوفاة، خاصة بعد توقيع الطبيبة الشرعية باسم "إيمان" فقط دون الاسم الثانى، مؤكداً أنهم سيعملون جاهدين من أجل منع دفن الجثة إلا بعد صدور تقرير الطبيب الشرعى، وأن هناك مدونين أعلنوا التضامن معه مثل نوارة نجم ووائل عباس وملك عادلى، مؤكداً على مواصلة الضغط من وقوفاً على السبب الحقيقى وراء الوفاة، وهو ماحدث فى حقيقة خالد سعيد. ومن جانبه قال أحمد ممدوح المحامى بمركز النديم لحقوق الإنسان أن نشطاء بحركة 6 إبريل استغاثوا بالمركز للوقوف بجانبهم فى القضية، مشيراً إلى أن هناك شكوكا أثيرت حول مقتله حيث ورد فى المحضر العسكرى، الذى قامت الوحدة العسكرية بتحريره عن سبب الوفاة، والذى حمل رقم 37 أحوال أنه مات أثناء خدمته العسكرية نتيجة ارتطامه بالأرض، وإثبات حدوث كسر فى الساعد الأيمن وخدوش فى الجبهة، بالإضافة إلى معرفة نشاطه السياسى من قبل وحدته، وما حدث من عصيان مدنى ووفاة زميليه دون ذكر أسباب واضحة. وأكد ممدوح أن الوفاة حدثت فى الثالثة من فجر الجمعة 18 نوفمبر ولم يبلغ بها أسرته وتم إبلاغ أحد أصدقائه فقط الذى اتصل بأحد زملاء عوض بالحركة، مؤكداً على متابعته للإجراءات الخاصة بالمحضر للوقوف على السبب الحقيقى للوفاة وإعطاء التقارير وأسباب الوفاة والطب الشرعى لتحريرها.. وحاولت إحدى الطبيبات دخول المشرحة وحضور عملية الغسل إلا أنها منعت منعاً باتاً من الدخول. كما منع المحامى وشددت التعليمات بمنع أى شخص من الدخول. وقال الدكتور عبد الرحمن زيدان، الطبيب الذى انتدبه النشطاء المجتمعون أمام المشرحة إنه بمعاينته الجثة وجد ستة جروح قطعية بالظهر طول كل منها 10 سم وكسرا فى الرسغ وسحجة فى الجبهة جهة اليسار، بينما صدر التقرير المبدئى للطبيبة الشرعية التى تولت عملية تشريحه أن سبب الوفاة قيد البحث.