في سوق السياسة المزدحم الآن بالكثير من البضاعة الفاسدة.. ليس هناك أكثر من البجاحة التي نراها في مواقف او تصريحات البعض ممن يعرضون أنفسهم كمرشحين في الانتخابات القادمة . فقد وجدوا لديهم ما يكفي من تبجح ليقوموا بذلك دون أدني شعور بالخجل والحياء . وقد صدق فيهم قول رسولنا الكريم ،إذا لم تستح فافعل ما شئت ، . أليس من قبيل البجاحة – أو قل الصفاقة – أن يهدد رئيس ما يعرف برابطة المصريين بإسرائيل بالطعن في انتخابات مجلس الشعب القادمة إذا لم تسمح الحكومة لأعضاء هذه الرابطة المشبوهة بالتصويت فيها أسوة بالمصريين في الخارج . باعتبار أنهم مواطنون مصريون يكفل لهم القانون والدستور حق التصويت – وربما الترشيح لمن شاء منهم – وإن حرمانهم من هذا الحق فيه مخالفة دستورية تستوجب الطعن عليها ! بطبيعة الحال لم يكن لنا رئيس هذه الرابطة المشبوهة أمام أية محكمة سوف يتقدم هذا الطعن الذي حذرنا منه ... هل سيفعل ذلك أمام محكمة إسرائيلية باعتباره مواليا لإسرائيل التي يهمها وجود ممثلين لها في مجلس الشعب المصري . أم سيفعلها محكمة مصرية باعتبار أن مصر هي أمي ..! لنفرض أن الحكومة المصرية قد سمحت لهؤلاء بالتصويت فلمن يا تري سوف يصوتون بينما لا يوجد في مصر فرع لأي حزب من الأحزاب الإسرائيلية التي يعيش هؤلاء في كنفها وينعمون بديمقراطيتها التي تستبيح دماء الفلسطينيين وحقوقهم تحت مرأي ومسمع من هؤلاء . دون أن يرفع أحدهم أصبعا ليحتج علي الحكومة الإسرائيلية "ولية النعم" .. !! لقد اختار هؤلاء العيش في إسرائيل وتحت مظلتها الديمقراطية ..فليتركوا لنا ديموقراطيتنا الوليدة التي لا تحتمل "الطعن" فيها بأيدي ملوثة .. وضمائر عميلة ! ربما لا يزيد هؤلاء المتصهينون بجاحة علي بجاحة – أو صفاقة – صنف أخر من الناس قضت القوانين بحرمانهم من الترشيح لمجلس الشعب بسبب تهربهم من التجنيد وأداء الخدمة الوطنية ..فهددوا بالتظاهر والاعتصام مع أنصارهم .. لإلغاء شرط التجنيد لمن يتقدم بأوراق الترشيح لمجلس الشعب ليتمكنوا من ذلك .! هل رأيتم بجاحة أكثر مما يبديها ها الصنف من الناس علي الملأ . بدلا من أن يتواروا خجلا أو حياء . بعد أن خلعوا ثوب الوطنية وتدثروا بعباءة الخيانة رافضين تلبية نداء الوطن للدفاع عن ترابه . فكيف إذن لمن هرب من ميدان الشرف . أن يدعي لنفسه حق تمثيل الشعب والدفاع عن حقوقه وهو الذي تهرب من الدفاع عن وطنه وترابه ؟! لعل أكثر من هؤلاء وأولئك بجاحة . هذا الصنف من الناس الذين ظلوا لسنوات يستعينون بالتزوير والبلطجة للحصول علي عضوية مجلس الشعب علي قوائم الحزب الوطني المنحل . فإذا طالب أحد بحرمانهم من الترشيح في الانتخابات القادمة هددوا باللجوء إلي القضاء الذي لطالما داسوا علي أحكامه بأحذيتهم حين صدرت عنه بعدم أحقيتهم في العضوية بسبب الحصول عليها بالتزوير والتدليس والبلطجة .. فهل يحق لهؤلاء أن يستعينوا الآن بالقضاء والقانون بعد أن ظلوا لسنوات يضربون به عرض الحائط استهزاءا .. وكيف يرفضون العزل والحرمان وهم الذين مارسوه السنوات الطوال علي كل من عارضهم أو خالفهم الرأي ؟! هل رأيتم بجاحة أكثر مما يتوفر لدي هؤلاء .. ربما كان هناك من لديه الأكثر ولكنه يدخرها لما هو أهم من الانتخابات القادمة.؟!