قال سياسيون ومفكرون إسلاميون إن المنطقة تمر بمرحلة تاريخية مهمة ستنقل العالم إلى مرحلة وواقع جديد نظرا لأهمية المنطقة ومكانتها الحضارية. ودعوا أمام الجلسة الافتتاحية لندوة "الإسلاميون والحكم" اليوم "السبت" والتي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن على مدى يومين، إلى ضرورة عدم الخلط بين المعتدلين والمتطرفين من الإسلاميين. وأشاروا إلى أن حالة اليأس من قدرة الأنظمة على الإصلاح من الداخل، مهد الطريق أمام صعود الإسلاميين في بلدان الثورات العربية. ورأوا أن توق الشعوب العربية للحرية والعدالة الاجتماعية دفعها لخيار تقديم الإسلاميين، لا سيما وأن الأنظمة المستبدة حاربت وصولهم إلى الحكم ولم يحصلوا على فرصتهم في المشاركة السياسية. وتناول المشاركون في الندوة ،ومن بينهم رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي الذي ألقى كلمة عبر الهاتف، والأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر الدكتور محمود حسين ، وعضو الهيئة التأسيسية لحركة النهضة في تونس الدكتور أحمد الأبيض وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد ثوار ليبيا أنس الفيتوري والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن حمزة منصور، موضوعات تداول السلطة، والدولة المدنية في فكر حركات الإسلام السياسي وممارستها، وقضايا الإسلاميين والقوى الأخرى والشراكة في الحكم والتحديات التي تواجه المنطقة بعد الثورات وموقف الإسلاميين منها. ودعا الغنوشي في كلمته في الجلسة الافتتاحية عبر الهاتف، الإسلاميين ومن يتصدر المشهد الآن بتعلم التعايش وترسيخ مبدأ المواطنة وقبول المشروع الديمقراطي التعددي واحترام الأقليات، كما دعاهم إلى تفهم المطالب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقيمية حتى تؤدي هذه هدم. بدوره، دعا الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر الدكتور محمود حسين الولاياتالمتحدة إلى عدم الخلط بين المعتدلين والمتطرفين من الإسلاميين، وحذر من أن المراهنة على إخفاق الإسلاميين المعتدلين أو إبعادهم سوف يدفع الكثيرين إلى التطرف والعنف، كما نصح الإسلاميين بالتريث في التصدي لاستلام السلطة حتى يتهيأ المناخ الداخلي والخارجي لذلك. من جهته، قال عضو الهيئة التأسيسية لحركة النهضة في تونس أحمد الأبيض، إن توجه حركة النهضة في الفترة المقبلة يركز على استقرار البلاد والانفتاح على رجال الأعمال في الداخل والخارج وعلى صيغ كثيرة للاستثمار وإيجاد بدائل إسلامية للاستثمار ومقاومة الفساد وإقامة مشاريع خدمية تلامس احتياجات المواطنين التونسيين في كل مجال من مجالات الحياة واستقلالية القضاء وتأسيس عقيدة أمنية جديدة فيها تأكيد على دولة الشعب بديلاً عن شعب الدولة. من ناحيته ، أشار عضو المكتب التنفيذي لاتحاد ثوار ليبيا أنس الفيتوري في كلمته إلى إن الإسلاميين هم أقوى المرشحين لقيادة الفترة المقبلة في ليبيا في ظل اعتراض الأطياف الأخرى والمستقلين نظرا لعدم جاهزيتهم لخوض انتخابات قريبة مقارنة بالإسلاميين. بدوره، قال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن حمزة منصور إن الدولة الإسلامية دولة مدنية بمرجعية إسلامية وليست دولة دينية بالمفهوم الثيوقراطي وهي دولة القانون والمؤسسات وهي تقوم على المواطنة في الحقوق والواجبات. ويشارك في الندوة نحو 150 شخصية من السياسيين والمفكرين الإسلاميين في العالم العربي من كل من مصر والأردن وتونس والكويت وليبيا واليمن والمغرب والسودان والبحرين والعراق.