زفت جموع غفيرة من الشعب الفلسطينى الليلة الماضية عميد الأسرى المحررين نائل البرغوثى إلى الأسيرة المحررة إيمان نافع ، اللذين سرقا الاحتلال فرحتهما لسنوات طويلة ولكن جمعهما حب القضية الفلسطينية والوطن ، وذلك فى عرس تاريخى لم تشهده فلسطين من قبل. وقد شهدت قاعة الاحتفالات بمدينة (البيرة) حضور عدد كبير من المسؤولين الفلسطينيين يتصدرهم وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إلى جانب الأسرى المحررين وذوى الأسرى الذين مازالوا قابعين فى سجون الاحتلال والذين قدموا من شتي أنحاء الضفة الغربية لمشاركة العروسين فرحتهم. وقالت العروس - لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله خلال حفل الزفاف - "إن مصر تعد شريكا فى هذا العرس..فهى لها فضل كبير في إتمام صفقة التبادل التي أطلق بموجبها مئات الأسرى ومن بينهم نائل البرغوثي الذي قضى 34 عاما خلف قضبان سجون الاحتلال". وأضافت إيمان نافع - التى قضت حوالى 9 سنوات ونصف السنة خلف القضبان الإسرائيلية - "كنا نتمنى مشاركة جميع المصريين معنا فى هذا العرس ، إلا أنه لا يسعنا إلا أن نشكرهم وأيضا ثورة 25 يناير التى كان لها دور كبير فى خدمة القضية الفلسطينية وخاصة ملف الأسرى". وتنحدر العروس من عائلة لاجئة .. فيما ولدت فى قرية نعلين .. واعتقلت عام 1987 وحوكمت بالسجن لمدة 15 سنة ونصف السنة بتهمة التخطيط لعملية فدائية ، غير أنه أفرج عنها بعد توقيع اتفاقية (طابا). وقد حصلت إيمان نافع على مكرمة من الرئيس الراحل ياسر عرفات وتم توظيفها فى وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية قبل أن تنتقل للعمل كمديرة للعلاقات العامة والإعلام فى نادى الأسير ، حيث كرست حياتها لخدمة قضية الأسيرات والأسرى وساهمت فى تأسيس رابطة (نساء أسرن من أجل الحرية) لخدمة المحررات. ومن جهته ، قال عميد الأسرى المحررين نائل البرغوثى إن ارتباطى بأسيرة محررة يعد مؤشرا قويا على أن الأسير والأسيرة من حقهما العيش سويا وبتوافق ، خاصة وأنهما مرا بتجارب مشابهة وهو ما يساعد على فهم بعضهما البعض. وأضاف "أننى عرفت إيمان من خلال نشاطها واهتمامها بدعم الأسرى حيث كانت تواظب على زيارة والدى وأهالى الآخرين ، وهو ما دفعنى إلى طلب يدها للزواج بعد تحررى من الأسر". وكان نائل البرغوثى قد اعتقل من منزل عائلته بقرية (كوبر) شمال رام الله فى 4 أبريل 1978 وحوكم بالسجن المؤبد ، وعلى مدار سنوات اعتقاله كانت إسرائيل ترفض الإفراج عنه ضمن الصفقات والإفراجات التى كانت تتم ، فيما شمل اسمه صفقة التبادل فى 18 أكتوبر الماضى. وفى مشهد لافت للانتباه ، احتضنت أمهات الأسرى البرغوثى الذى فقد والديه خلال سنوات الاعتقال ، ومن بينهن أم الأسير المحرر ضمن صفقة التبادل نضال زلوم أحد قادة الجهاد الإسلامى. وقالت أم نضال زلوم - لموفدة الوكالة - إننى اعتبر نائل البرغوثى رمزا للصبر والصمود فى فلسطين كما أنه بمثابة ابن لى ، مشيدة فى الوقت ذاته بثورة 25 يناير فى مصر وما حققته من إنجازات. وأضافت "لولا هذه الثورة ما خرج أبناؤنا من السجون الإسرائيلية .. وما كنا رأيناهم بيننا مرة أخرى". وعلى الرغم من اعتقال الشيخ حسن يوسف القيادى فى حركة حماس ونجله أويس مؤخرا ، إلا أن الزوجة أم مصعب لم تغب عن العرس ، قائلة "إننا جئنا لمشاركة أسير محرر فرحته ..ونحن سنظل صامدين وصابرين على ما ابتلانا به الله".