اعتقلت الشرطة التونسية، مساء السبت، عشرات المحتجين بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، أثناء مظاهرة تطالب السلطات بالكشف عن ملف ثروات البلاد. واستعملت أجهزة الشرطة، القوة، لمنع مئات المحتجين من الوصول إلى المكان المقرر للوقفة، واعتدت بالعنف على بعض الصحفيين والمحتجين قبل أن تعتقل بعضهم وفقا لمراسل الأناضول. ومنذ صباح السبت، دفعت الشرطة التونسية بتعزيزات أمنية كبيرة إلى شارع الحبيب بورقيبة، ونشرت عناصرها في الشوارع الرئيسة والطرق القريبة منه. وقالت علياء مديوني، وهي إحدى المحتجات، للأناضول "الشرطة استعملت قوة ليس لها مثيل لتفريق تحركاتنا السلمية، إنهم يضربون الناس جميعا حتى النساء دون تمييز''، حسب قولها. و يطالب عدد من النشطاء في تونس، بالشفافية ومراجعة عقود البترول التي أبرمتها الدولة مع شركات أجنبية تستثمر في آبار النفط. و تعيش عدة مدن تونسية تحركات احتجاجية داعمة لهذه الحملة، على غرار مدينة دوز جنوبي البلاد، التي تحولت فيها المظاهرات قبل يومين إلى مواجهات مع الشرطة، ما دفع السلطات الى إعلان حظر تجوال بالمدينة.
و اتهم مسؤولون حكوميون في وقت سابق ما أسموها "بعض الأطراف" بتحريك الشارع "لأغراض سياسية". وقال وزير الصناعة والطاقة، زكريا حمد في تصريحات صحفية إن "إنتاج البترول تراجع بسبب أحداث قبلي إلى 51 ألف برميل نفط يوميا بعد أن كان 54 ألف برميل". ومنذ نحو أسبوعين أطلق نشطاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتنظيم وقفات احتجاجية داخل عدد من المدن لقيت اهتمامًا ملحوظًا في البلاد، وأطلقوا عليها اسم''وينو (أين) البترول''، يطالبون فيها بكشف "ملفات فساد في قطاع الطاقة" في البلاد.