أنباء عن اتصالات متبادلة بين شفيق وعنان وجمال مبارك وساويرس.. و«دعم الشرعية»: لن نستبدل «جنرال بجنرال» انتابت حالة من الغضب، الإعلاميين المحسوبين على السلطة خلال الفترة الأخيرة، مع تحذيرهم مما قالوا إنه مخطط يهدف إلى إسقاط الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأظهرت معها حالة من القلق المتصاعد داخل أروقة السلطة الحالية من وجود تحركات لتنفيذ هذا المخطط يقودها الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة عام 2012، والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، وجمال مبارك نجل المخلوع حسني مبارك ورجل الأعمال نجيب ساويرس. وتخشى دوائر السلطة من المخطط المزعوم للإطاحة بالسيسي مستغلة حالة الغضب الشعبي من حالة انفلات الأسعار والغلاء، وزيادة حدة قمع ممارسات الأجهزة الأمنية وغياب الرؤية السياسية، والتي ظهرت بوضوح في مطالبة الرئيس للقوى الحزبية بتشكيل قائمة موحدة لخوض انتخابات البرلمان، ما يعني أنه يخشى من وجود أصوات معارضة له تحت قبة البرلمان القادم. وأظهرت الرسالة التي وجهتها مصادر سيادية للفريق أحمد شفيق المقيم بالإمارات منذ يونيو 2013 وأنصاره بالكف عن التحرك لإثارة متاعب للسلطة، مدى القلق الكبير من رئيس الوزراء الأسبق من تحول إلى داعم للسلطة لأكبر خطر عليها بالتساوي مع جماعة "الإخوان المسلمين"، ما جعل السيسي يضع "فيتو" على عودته إلى مصر وممارسة السياسة في الوقت الراهن. وكشف مصادر عن أن أجهزة سيادية رصدت اتصالات بين الشخصيات الأربعة (شفيق وجمال مبارك وعنان وساويرس)، وإن كانت عبر وكلاء لإبرام اتفاق لتقاسم السلطة في مرحلة ما بعد السيسي في ظل سعي النظام الحالي لعزلهم وعدم التعامل معه كشركاء في إسقاط حكم الإخوان. زاد من حجم القلق ما يتردد عن وجود توافق إقليمي ودولي علي الفريق أحمد شفيق لإعادة الاستقرار لمصر، في ظل إخفاق النظام الحالي رغم الدعم الإقليمي والدولي المقدم إليه من بسط الاستقرار أو إلحاق هزيمة بالإخوان، جراء رفضه التام لجميع عروض المصالحة مع "الإخوان"، وهو ما كرس من حالة الغضب الإقليمي والدولي علي ممارسات النظام الحالي باعتباره جزءًا من الأزمة، ويزيدها تعقيدًا، وهو الغضب الذي ترجم في تراجع التمويل وظهور انتقادات علنية من الحلفاء لممارسات النظام. ويعتقد قطاع واسع من المراقبين أن جماعة "الإخوان المسلمين" لا ترفض بالكلية سيناريو بعودة شفيق للحكم مادام ثمن ذلك هو الإطاحة بالسيسي الذي يعد العدو الأول للجماعة، إلا أنه يمكن التعاون معه بعد الاتفاق على عدد من الشروط أو بالأحرى إبرام صفقة لإعادة الاستقرار إلى البلاد وإنقاذ الجماعة من المخطط الذي يقوده ضدها السيسي، لاسيما أن شفيق سيجد صعوبة شديدة في فرض القبضة الأمنية كما هو حاليًا. وعلى الرغم من حالة الصمت التي تعاملت بها جماعة الإخوان مع الصراع المشتعل بين السيسي وشفيق إلا أن "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، الداعم للرئيس الأسبق محمد مرسي أعرب عن رفضه لما يتردد عن احتمالية استبدال الرئيس عبدالفتاح السيسي بالفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق، قائلاً إنه "لن يقبل استبدال جنرال بجنرال ولا فاسد بفاسد". فيما قلل المحامي ممدوح إسماعيل، عضو مجلس الشعب السابق من أهمية هذا الخلاف، باعتباره "خلافًا عائليًا داخل معسكر 30يونيو"، مشددًا على أهمية استمرار الحراك الشعبي لتحقيق أهداف ثورة 25يناير وإسقاط النظام وليس استبدال شخص بآخر. وكان الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل، الموالي للسلطة الحالية، طالب السيسي بتكرار "مذبحة القلعة" التي قام بها محمد علي ضد خصومه السياسيين، ما اعتبر انعكاسًا لحالة من الارتباك والتوتر تسود المعسكر الموالي للنظام، في ظل الفشل السياسي والأمني الذي يعاني منه، بحسب الدكتور ممدوح المنير القيادي بحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية ل "الإخوان". ولم تتوقف مطالبات إعلاميي السلطة للسيسي بالضرب من حديد علي يد خصومه بل إن بعضهم طالب بتوجيه ضربة قاضية لرجل الأعمال نجيب ساويرس، "كونه ضالعًا في مؤامرة لا تستهدف الرئيس السيسي شخصيًا بل تستهدف أمن واستقرار الدولة المصرية بشكل عام، مما ينبغي معه إحباط هذه المؤامرة التي تقودها واشنطن ودول غربية لإسقاط نظام السيسي"، وفقًا لهؤلاء. ويرى الدكتور أمل عبدالوهاب القيادي الجهادي، أن "هناك صراعًا سياسيًا داخل معسكر 30يونيو في ظل رغبة جميع إطراف هذا المعسكر بالحصول على نصيب من الكعكة، لاسيما أن تيارًا واسعًا منهم يرى أنه خرج من المولد بلا حمص كما يرون حيث إن البعض كان يراهن على حصوله علي مكافأة عن دوره في إسقاط حكم الإخوان. وتحدث عن "تورط شخصيات عديدة من معسكر 30يونيو في مؤامرة كبيرة لاستهداف استقرار الدولة، وهو أمر لا يجب أن يمر مرور الكرام، لاسيما أن البعض يعتقد أن المؤامرة ة تستهدف الدولة ليس الرئيس السيسي في المقام الأول".