تعرض المخرج الفرنسي والجزائري الأصل إلياس سالم لهجوم من وزارة الثقافة الجزائري بسبب إعلانه المسبق رغبته في المشاركة بمهرجان أسدود الإسرائيلي. ورغم تراجع المخرج عن المشاركة إثر انتقادات لاذعة إلا أن وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، قال اليوم الأحد "إنّ رغبة المخرج الفرنسي والجزائري الأصل إلياس سالم في المشاركة بمهرجان أسدود الإسرائيلي تهوّر غير مسؤول". وذكر ميهوبي على هامش تفقده لتحضيرات مهرجان الفيلم العربي بمحافظة وهران (450 كلم غرب الجزائر العاصمة) اليوم الأحد، بأن وزارة الثقافة راسلت المخرج إلياس سالم لاستفساره عن "رغبته في المشاركة في مهرجان إسدود بإسرائيل". وكان سالم أعلن مؤخرًا، مشاركته بفيلمه "الوهراني" في مهرجان إسدود الإسرائيلي المزمع عقده بين 8 و11يونيو. وقال سالم في تصريحات سابقة للصحافة، بأنه قبل دعوة هذا المهرجان، معتقدًا أن "الفن والثقافة يمكن أن يغيرا الأمور السياسية في الشرق الأوسط". ولاقت رغبة سالم انتقادات لاذعة من طرف وزارة الثقافة الجزائرية التي مولت الفيلم، وعددًا من الأحزاب وحتى الممثلين والمخرجين الجزائريين، ما دفع سالم للتراجع عن فكرة المشاركة في المهرجان، وأعلن في رسالة نشرتها الصحافة المحلية، انسحابه من المهرجان قائلًا: "أصطف إلى جانبهم (الفلسطينيين) لأنه رغم كل الملاحظات التي يمكن أن أقدمها فأنا قبل كل شيء في صفهم". ولا تربط الجزائر أي علاقة مع إسرائيل، وترفض جميع أشكال التطبيع معها في جميع المجالات، حيث لا تشارك معها في أي بطولة رياضية عالمية، وسبق انسحاب الرياضيين الجزائريين من أمام الإسرائيليين في عدة مناسبات. المخرج إلياس سالم لم يثر ضجة في الجزائر بسبب رغبته المشاركة في مهرجان إسدود الإسرائيلي فحسب، بل خلف فيلمه "الوهراني" أيضًا جدلًا كبيرًا بعد عرضه في دور السينما في عدد من المدن الجزائرية في نوفمبر/تشرين الثاني. فعلى مدار ساعتين ونصف قدّم فيلم الوهراني، مشاهد من الجنس ومعاقرة الخمور، أبطالها مجاهدون جزائريون قدماء من المحاربين في الثورة الجزائرية التي اندلعت ضد الاحتلال الفرنسي ما بين 1954 و1962، وهي المشاهد التي أغضبت كثيرًا هؤلاء المحاربين، الذين طالبوا الرئيس بوتفليقة بالتدخل لوقف عرض الفيلم الذي "أساء إلى أبطال الثورة" على حدّ قولهم.