«وايت نايتس» يصمت بعد تظاهرة واحدة.. «ريد ديفيلز» تحل نفسها.. والزمالك: أي شخص هيقول أنا أولتراس هيتحبس 15 عامًا مشاغبون ثم بين المناضلين والمعارضين ثم شباب منظم ويجب احتواؤهم، وأخيرًا حظرهم بكل أشكالهم وألوانهم الروابط الرياضية «الأولتراس» الذين في عام واحد تعددت أوصافهم ومسمياتهم، على الرغم من أن دائمًا تكون مدرجات الاستاد هي بيانو المباريات، الذي يعزف أنغام الأمل لفرق كرة القدم، يعزف على أنغام الفوز فينسجم اللاعبون ليكملوا مع الكرة رائعة الساحة المستديرة، ولأن لا حاكم للمدرجات إلا الجمهور، أشادت الرئاسة بدور «الأولتراس» البارز في التنظيم الرائع لهم وبكونهم شباب في حاجة لضمهم واحتوائهم لحقن المشاكل التي لطالما كانت صداعًا في رأس السلطة وبسبب حشدهم وتنظميهم وتشجيعهم الذي دائمًا هو العازف والمايسترو دائمًا يكمن في تلك الروابط حاكمة المدرجات. ورغم أن عددًا كبيرًا من الأولتراس، دورهم الأصلي هو تلك الألوان المبهجة، وهو المايسترو الذي يحرك المدرجات واللافتات وكما يسمونها «الدخلات»، وهي تلك الحركات المنظمة المشجعة وبذرة الأمل، لكن ماذا لو حاولت تلك الآلات أن تعزف ما ليس في مقدرتها، بالتأكيد ستعزف اللحن الخاطئ حينها، هذا ما حدث لأولتراس الساحرة المستديرة الذي عندما استدرج لعزف ألحان السياسة سقط في فخها، وأشارت التحقيقات إلى تورطهم مع جماعات إرهابية. حيث قضت محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة، الشهر الحالي، بحظر أنشطة روابط مشجعي النوادي الرياضية «الأولتراس» واعتبارها «جماعات إرهابية». وكانت المحكمة قضت في إبريل الماضي بعدم اختصاصها في نظر القضية، غير أن صاحب الدعوى رئيس نادي الزمالك استأنف على الحكم فتم نظره أمام دائرة أخرى حكمت بحظر الأولتراس. وقد صرح رئيس نادي الزمالك، بأن الحكم بحظر أنشطة الأولتراس درس قاسٍ لمحمود طاهر، رئيس الأهلي. وأضاف في تصريحات مُتلفزة، أن الحكم يعد درسًا قاسيًا لمحمود طاهر، قائلًا: «قلت له ضع يدك في يدي هذه جماعة إرهابية مسلحة محظورة»، مشيرًا إلى أن طاهر لم ينصت إليه رغم اقتحامهم النادي الأهلي أربع مرات وحرقوا مقر اتحاد الكرة من قبل. وأوضح «رئيس الزمالك» أن أي شخص سيساندهم أو يشجعهم أو يكتب كلمة «أولتراس» سيعاقب بالحبس المشدد 15 عامًا، قائلًا: «هذا قانون لا رجعة فيه». ووجه رسالة لأولياء الأمور، «أقول لكل أب إن ابنك إذا كتب على المواقع أنا أولتراس سيتم حبسه 15 عامًا»، معقبًا أنه دخل الحرب مع تلك الروابط وربحها بمفرده في النهاية. مصير «الأولتراس» بعد الحظر بعد قرار الحظر لم يصدر أي من الرابطتين " أولتراس ديفيلز" و"وايت ناتيس"، بيانًا، بمصيرهما، لكن قام «وايت نايتس» بمظاهرات مفاجئة عقب القرار الذي صدر، في ميدان الكوربة بمنطقة مصر الجديدة، ورفعوا لافتات كتب عليها رقم 20 تمجيدًا لشهداء النادى الذين راحوا ضحية مجزرة الدفاع الجوى، ولم تتضمن التظاهرة هتافات. وعلى الجانب الآخر، أعلن جروب «أولتراس ديفيلز»، المنتمي للنادي الأهلي، إغلاق الجروب بشكل نهائي دون رجعة، حيث احتفل، بافتتاح مسجد الشهداء ال 20- 74، وعقبه تم الإعلان بشكل رسمي عن القرار. وقام «الجروب» بحرق «البانرات» الخاصة به «الأساسي والترحال»، والتي تعد إحدى قواعد الرابطة وتنص على إنهاء مسيرة أي جروب بحرق كل البانرات الخاصة به لأنها تمثل كيان الجروب وشرفه. وقبل قرار الحظر، شهدت الرابطتان أكبر أزمات في تاريخ الكرة المصرية، الأولى كانت «مذبحة بورسعيد» والتي وقع ضحيتها 73 مشجعًا من أولتراس «أهلاوي» والتي وقعت في الأول من فبراير 2012، الأزمة التي شهدها استاد بورسعيد، خلال مباراة الأهلي والمصري؛ حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري – الفريق الفائز في المباراة - بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، وقاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، ما أوقع العدد الكبير من القتلى والجرحى، وعزا بعضهم الهجوم إلى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الأهلي وعليها عبارة «بلد البالة مجبتش رجالة» والتي اعتبرها مشجعو المصري إهانة لمدينتهم، وعلى إثرها تم القبض على عدد كبير من المتهمين في القضية من بينهم 11 متهمًا حكم عليه بالإعدام، والمؤبد والمشدد ينتظر 62 آخر. والأزمة الثانية كانت ل«وايت نايتس» وهى «مجزرة الدفاع الجوي»، والتي راح ضحيتها 22 شهيدًا من مشجي نادي الزمالك، خلال مباراة بين فريقي الزمالك وإنبي يوم 8 فبراير 2015، التي انتظر مشجعو نادي الزمالك من أولتراس «وايت نايتس» أمام أبواب الاستاد المغلقة منتظرين فتحها، في ممرات صممت على هيئة قفص حديدي محاط بسلك شائك؛ حيث أصبح الآلاف منهم مُجبرين على الدخول من هذا المدخل ولكن الأمن رفض فتح الأبواب والسماح للجمهور بالدخول، وظلوا عالقين فيما أطلق عليها «ممرات الموت»، وعندما قام أحد المشجعين من الخلف بإشعال «شمروخ» ردت وزارة الداخلية بإطلاق الغاز المُسيل للدموع في وجه الجمهور، مما أدى إلى حالات اختناق متعددة بين جمهور نادي الزمالك، ما أودى بحياة 22 منهم وإصابة العشرات.
«ثوريًا» الحُكم مرفوض مرفوض! فتتوالى قرارات الحظر، منها أولاً قرار بحظر جماعة الإخوان المسلمين عقبتها اتهامها بكونها تنظيمًا إرهابيًا ثم حظر أنشطة حركة شباب 6 إبريل وأخيرًا حظر أنشطة مجموعات الأولتراس، والتي أسماها البعض أن النظام الحالي يحارب كل مَن له علاقة أو صلة بثورة 25 يناير 2011. وفي ذلك السياق، وتعليقًا على حظر أنشطة الأولتراس، قال محمود عزت، القيادي بحركة "الاشتراكيون الثوريون"، إن السلطة التي تحكم مصر حاليًا هي سلطة الثورة المضادة وتهدف إلى التصفية والانتقام من الثورة وممن قام بها حيث يأتي حكم حظر الروابط ليؤكد ذلك. وأضاف «عزت»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن السلطة الحالية تقتل وتعتقل وتصفي وتحظر أي قوة أو حركة أو جماعة شاركت بثورة 25 يناير أو لها علاقة بها، مضيفًا أن كل هذا بحجة محاربة الإرهاب، وتساءل هل حركة شباب 6 إبريل أو الأولتراس إرهابيان ليتم محاربتهما –على حد قوله. وفي نفس السياق، علق محمد نبيل، عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 إبريل، على ذلك القرار، قائلًا: «إن محكمة الأمور المستعجلة غير مختصة أساسًا بالنظر بتلك القضايا». وأضاف نبيل في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن روابط الأولتراس متواجدة في كل بلاد العالم وبشكل مكثف ولم يتم حظر أي منها في أية دولة، ومن المستحيل بعد مقتل العشرات منهم سواء كان في بورسعيد الحادثة التي راح ضحيتها 72 من شباب مصر أو استاد الدفاع الجوي التي راح ضحيتها أيضًا ما يقارب من 20 شابًا أن يكونوا إرهابيين بل من قتلهم هو الإرهابي الحقيقي –على حد قوله. كما اتفق منتصر الزيات، المحامى والكاتب والمؤرخ الإسلامي المصري، مع «نبيل» مؤكدًا أن التعامل مع الشباب لا يكون بالحظر بل يكون بالاستيعاب والحوار؛ حيث إن المناخ السياسي الحالي هو مَن تسبب في حدوث ذلك. وأضاف «الزيات»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن الحظر يؤدى إلى الحنق، والحنق يؤدى إلى الاحتقان، والاحتقان يؤدي إلى عنف وهو ما نخاف منه أن يحدث بمصر، مشيرًا إلى أن المحكمة الجنائية لا تتأثر بما أقل منها حيث إنها تضم مستشارين على مستوى عالٍ وتخضع للنقد. كما وصف رامي شعت، القيادي بجبهة طريق الثورة، قرار محكمة الأمور المستعجلة ب«المجنون» من نظام قمعي، مشيرًا إلى أن النظام الحالي سيظل متمسكًا بسياسة القمع السياسي لمعارضيه حتى أنه تعدى قمع الحراك السياسي ووصل إلى حد قمع الحراك الاجتماعي ومشجعي الكرة. وأضاف «شعت»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن مجموعات شباب الأولتراس هدفهم الأول والوحيد هو تشجيع الكرة ولكن الأنظمة المتتابعة أجبروهم على الدخول في السياسة، وأكد أن النظام الحالي يريد أن يقضى على أي تجمع سياسي أو اجتماعي، حيث يدخل النظام في الفترة الحالية معركة لحل جميع الأحزاب والحركات المعارضة له وخصوصا الإسلامية منها –بحسب قوله. وأكد «شعت» رفض النظام الحالي أية تجمعات منظمة سواء كانت سياسية أو غير سياسية حتى تجمعات الكرة، كما رفض منظمات المجتمع المدني قبل ذلك واتهمها بالتمويل، وقال إنه لا يتخيل أين يذهب هذا النظام بهذا الأسلوب المتبع حاليًا، مؤكدًا أن إضعاف المعارضة هي الهدف الوحيد للنظام الحالي وقال إنه حان الوقت لمحاسبة القاتلين الحقيقيين. ماذا عن قرار الحظر «قانونيًا»؟ ومن الناحية القانونية، قال منتصر الزيات، المحامي والكاتب والمؤرخ الإسلامي المصري، إن محاكم الأمور المستعجلة تطاولت بشكل كبير على القانون وأعطت لنفسها اختصاصات بعيدة كل البعد عن القانون، مشيرًا إلى أن اختصاصات محكمة الأمور المستعجلة وقتية ولا تتعرض لأمور موضوعية. وأضاف «الزيات»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن وصف أي شخص أو جماعة أو رابطة بالحظر أو بالإرهاب لابد أن يصدر بها حكمًا نهائيًا بات من محكمة جنائية ويكون قد استنفذ كل طرق الطعن عليه، وأكد وجود حكم بالمحكمة الإدارية العليا بشأن اختصاصات محكمة الأمور المستعجلة. كما أكد طارق العوضي، محامي الأولتراس «وايت نايتس» أن قرار الحظر غير قانوني، كما أن محكمة الأمور المستعجلة غير مختصة بمثل تلك القضايا، وتساءل كيف سينفذ حكم الحظر عليهم، مشيرًا إلى أن الروابط ليس لديها مقرات معينة ولا حسابات في البنوك ليتم التحفظ عليها. وقال «العوضي»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن الحكم الصادر من المحكمة غير قابل للتنفيذ، مشابهًا إياه بالحكم الصادر ضد حركة شباب 6 إبريل، فكيف يحكم بذلك الحكم دون أن يحضر أي فرد من الأولتراس هذه المحاكمة فالحكم لا يعنيهم نهائيًا.