طالبت "الجبهة الشعبية" (ائتلاف لأحزاب يسارية) بتونس بكشف محتوى مذكرة التفاهم التي وقعتها تونس مع الولاياتالمتحدة خلال زيارة الرئيس الباجي قائد السبسي إلى واشنطن الأسبوع الماضي، لكافة التونسيين ومناقشتها في مجلس نواب الشعب (البرلمان). وقال النّاطق باسم الجبهة، حمة الهمامي ،اليوم الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي، بالعاصمة تونس" نحن نعتبر أن هذه المسالة متعلقة بسيادة تونس ولابد من كشف محتواها لكافة التونسيين ومناقشتها في مجلس نواب الشعب". وأضاف الهمامي أن "الجبهة الشعبية ترفض رفضا مطلقا أي تحالف أو الدخول في محور أو شبه محور مع أي طرف من الأطراف لا مع أمريكا، ولا حلف شمال الأطلسي حتى لا تخطو تونس خطوات من شأنها توتير الأوضاع في المنطقة." واعتبر أن "دور تونس يتمثل في أن تكون عامل سلم في المنطقة، وألا تشارك في أية خطوة من الخطوات التي يمكن أن تمس بسيادتها أو توتر علاقتها بجيرانها."
وأشار الهمامي إلى أن تونس في حاجة إلى عقيدة دبلوماسية جديدة تقوم على أساس احترام سيادة البلاد، وعلى إقامة علاقات وفق منطق المصلحة المشتركة. ويوم الأربعاء الماضي تم توقيع مذكرة التفاهم للتعاون طويل المدى بين تونسوالولاياتالمتحدةالأمريكية، بحضور كل من مستشار رئيس الجمهورية محسن مرزوق ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، على هامش زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى واشنطن الأسبوع الماضي. وتوصي هذه المذكرة بتأطير الشراكة الاستراتيجية بعيدة المدى بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتربوية والثقافية والأمنية والدفاعية، كما تضع آليات جديدة لإضفاء بعد استراتيجي على مختلف أوجه الشراكة بين البلدين. وزار السبسي، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، واشنطن في زيارة هي الأولى له منذ توليه رئاسة تونس في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الخميس الماضي، عن نيته إعلان تونس "حليفاً استراتيجياً" لبلاده. وتتيح هذه الشراكة الحصول على تعاون عسكري متين من الولاياتالمتحدة خصوصا في تطوير الأسلحة واقتنائها. وبرزت في الفترة الأخيرة أخبار مفادها قلق جزائري من تلك الخطوة الأمريكية تجاه تونس؛ خشية التدخل الأمريكي في المنطقة عسكريا وأن تعطي هذه الاتفاقية تونس مجالا أكبر للتحرك في المنطقة عسكريا وأمنيا.