طالب الصحفي السعودي جمال خاشقجي حكومة بلاده بالقيام بدور محوري لحل الأزمة الليبية, وعدم نسيانها في ظل الانشغال بما يحدث في اليمن. وفي مقال له نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية في 24 مايو, اقترح خاشقجي أن تقوم بلاده بالتوسط للتوصل لاتفاق للمصالحة بين الفرقاء الليبيين, على غرار ما فعلته في السابق عندما ساعدت على التوصل ل"اتفاق الطائف", الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان. وتابع خاشقجي, المقرب من دوائر صنع القرار في السعودية, أنه يجب تحييد القوى التي غذت الصراع في ليبيا, وهي على حد قوله, (مصر والإمارات - تركيا وقطر)، قبل شروع السعودية في عملية المصالحة, كاشفا أن تركيا وقطر مستعدتان لترك الساحة للسعودية فورا، إن وافقت على التدخل بقوة لإنهاء الصراع في ليبيا. وبالنسبة للتعامل مع مصر والإمارات, قال خاشقجي :"مصر والإمارات, تحتاجان أن تريا حزما سعوديا". وأضاف "حكومة طبرق تحاول حسم الصراع بالقوة بمساعدة الإمارات ومصر, بينما تؤيد بقية دول المنطقة حل سلميا للأزمة, لأن الاصرار على حسم الصراع بالقوة سيدمر ليبيا بالكامل, وسيحولها إلى صومال أخرى". وقاد "تجمع ثوار 17 فبراير بالخارج" مظاهرة في 23 مايو وسط العاصمة البريطانية لندن للضغط على الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي للكف عما سماه "الانحياز الفاضح" ضد الثورة الليبية, التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي قبل أربع سنوات. وشارك في المظاهرة التي جرت أمام مبنى الخارجية البريطانية نشطاء ليبيون مقيمون في بريطانيا، وجاءت ضمن خطة للضغط على الأوروبيين للكف عن الانحياز لطرف دون آخر. وطالب المتظاهرون بالاعتراف والتطبيع الكامل مع حكومة المؤتمر الوطني بطرابلس، والتوقف عن الانحياز لمجلس النواب المنحل, الذي يتخذ من طبرق (شرق ليبيا) مقرا له. وندد المشاركون في المظاهرة بالتغاضي الأوروبي عن تدفق السلاح إلى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر, وعاب المحتجون على الدول الأوروبية تجاهلها الحكم القضائي الليبي الواضح بحل برلمان طبرق وهي التي تتفاخر باحترامها القضاء والقانون الدوليين, على حد قولهم. وصب المتظاهرون جام غضبهم على حفتر، ورفعوا صورا له جنبا إلى جنب مع القذافي معتبرين أنه جزء من نظامه، وأنه عاد لينتقم من الثوار. ونقلت "الجزيرة" عن الأمين العام لتجمع 17 فبراير بالخارج عبد المنعم المهرك قوله إنهم خرجوا للتنديد بموقف الأممالمتحدة ومسودة المبعوث الأممي لليبيا برناردينو ليون، والتي وصفها بأنها منحازة تماما لبرلمان طبرق ومجحفة بحق الشعب والثورة الليبية. واتهم المهرك الأممالمتحدة بالمماطلة بشكل مقصود في تنفيذ مخطط معين، في الوقت الذي تصمت حاليا تماما حيال جرائم خليفة حفتر والاعتداءات على مدينة بنغازي التي هجر منها قرابة 120 ألف مدني, على حد قوله. وأشار المهرك إلى محاولات الأوروبيين إقرار قوانين لضرب الشواطئ الليبية بحجة مكافحة الهجرة غير النظامية، في الوقت الذي لا يتخذون فيه إجراءات ضد الدول التي تصدر وتهرب المهاجرين. وكان المبعوث الأممي لليبيا برناردينو ليون قدم مؤخرا مسودة مقترح لحل الأزمة الليبية عقب جولات من الحوار الليبي تتضمن الاعتراف ببرلمان طبرق المنحل، وهو الأمر الذي رفضه المؤتمر الوطني بطرابلس, واعتبره مخيبا للآمال.