أثار قرار محكمة جنايات القاهرة بإحالة أوراق محمد مرسى ومحمد بديع والبلتاجى عدد من القيادات الإخوانية المعروفة، إلى فضيلة المفتى لإبداء الرأى الشرعى فى القضية المعروفة إعلاميًا ب«الهروب الكبير» جدلاً كبيرًا ليس فى مصر فقط بل عربيًا وعالميًا، فلم تمر ساعات إلا وأصدرت الصحف العالمية الإدانات والتساؤلات وأخرى أعربت عن دهشتها. صحف بريطانية قالت صحيفة «تليجراف» البريطانية، إن الحكم بإحالة أوراق الرئيس الأسبق «محمد مرسي» إلى المفتى فى قضيتى التخابر واقتحام السجون «ما هى إلا محاولة من جانب السلطات المصرية لضمان عدم عودته إلى الساحة السياسية مجددًا». ومن جهة أخرى، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، تحت عنوان «الإسلاميون يحذرون من عواقب حكم إعدام مرسي»، إن تنفيذ الحكم سيؤدي إلى عواقب كثيرة. وبحسب صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، قال دبلوماسيون غربيون، إن مسئولين مصريين يعلمون أن تنفيذ حكم الإعدام فى مرسى يمكن أن يكون انتحارًا سياسيًا، ويدركون خطورة تحول مرسى إلى شهيد، وأشارت الصحيفة إلى حادثة مقتل 4 من بينهم ثلاثة من القضاة. وأضافت الصحيفة، أن الشارع لم يبد مبالاة تجاه حكم الإعدام، وبعض الأشخاص قالوا إن مرسى يستحق الإعدام 20 مرة لأنه كان ينتوى بيع سيناء، وبعضهم قال يستحق لأنه هرب من السجن، فى حين قال آخر إنه لا يثق فى القضاء لأنه لا يوجد ديمقراطية الآن فى مصر. ونقلت الصحيفة، تصريح الداعية الإخوانى المقيم فى قطر يوسف القرضاوي، تعليقًا على حكم الإعدام الصادر بحقه والمعزول محمد مرسي: «لا يمكن تنفيذ هذه الأحكام لأنها ضد قوانين الله، وضد قوانين البشر.. ولا أحد سيقبل تلك الأحكام». صحف أمريكية وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن المحكمة أصدرت حكمًا بالإعدام ضد الرئيس المعزول محمد مرسى لهروبه من السجن فى عام 2011 والتآمر مع قوى أجنبية، مشيرة إلى أن تلك الأحكام بدت وكأنها تجرم ثورة يناير، وأن الحكم، الذى يمكن استئنافه، يوجه ضربة عنيفة للثورة المؤيدة للديمقراطية التى شهدت انتفاضة المصريين ضد الدولة البوليسية التى يتزايد عنفها –على حد وصفها. ونقلت عن «عمرو دراج» وزير التعاون الدولى فى حكومة «مرسي» تعليقه على الأحكام قائلاً: «اليوم سيتذكره الجميع جيدًا بأنه أحد أحلك الأيام فى تاريخ مصر»، وقوله: «إن الحكم الذى صدر اليوم بنى على الأكاذيب ونظريات المؤامرة والشائعات وجنون العظمة، إنها محاولة أخرى مثيرة للقلق لمحو الديمقراطية بشكل دائم». وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إلى أنه حال صدور قرار نهائى بإعدام الرئيس المعزول فى يونيو المقبل، سيكون أول رئيس فى تاريخ مصر يحكم عليه بالإعدام، زاعمةً أن النظام الحالى يشن حملة قمع واسعة ضد الجماعات الإسلامية. ونقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسيين غربيين قولهم «إن المسئولين المصريين يعترفون سرًا أن إعدام مرسى سيمثل مخاطرة، فيما أكدت صحف وأساتذة قانون غربيون صعوبة تنفيذ هذه الأحكام لو صدرت بشكل نهائى فى يونيو». وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن إدانة «مرسي» تمثل أحدث علامة على تراجع الثورة التى أطاحت بنظام «مبارك»، قائلة: «يعد مرسى أول رئيس منتخب فى انتخابات حرة، وهو الآن يواجه عقوبة الموت بسبب هروبه من احتجاز غير قانوني، وهو أشكال الاحتجاز التى رغب المصريون فى إسقاطها بعد الثورة». صحف إسرائيلية وعن الصحف الإسرائيلية فقد رأت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الصهيونية أن الحكم بعيد كل البعد عن إثارة المفاجأة والدهشة، موضحة أن السلطات المصرية لن تتسرع فى تنفيذ حكم إعدام مرسى، لأنها تعرف جيدًا أن تنفيذ أقسى عقوبة على الرئيس السابق المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين يمكن أن يأتي بنتائج عكسية. وأشارت الصحيفة إلى أن حكم الإحالة ما هو إلا مجرد خطوة تعريفية جديدة من جانب الحكومة المصرية بأنها تستخدم المحاكم فى بعض الأحيان لإظهار موقفها المتشدد تجاه جماعة الإخوان. ومن ناحية ذكرت صحيفة «جيورزاليم بوست» تحت عنوان «إعدام مرسى له فوائده وأضراره لدى السيسي»، أن تنفيذ الحكم سيقوى الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى بوضع نهاية للمطالبات بعودة الإخوان المسلمين للسلطة، ولكنه سيُواجه باستهجان دولى ومحلي. وأشارت إلى أن إعدام مرسى من الممكن أن يصعد حدة الصراعات والتطرف بشكل أكبر من جانب المؤيدين لجماعة الإخوان والانضمام للجماعات الجهادية مثل تنظيم داعش، أما على الصعيد الدولي، فإن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى سيوجهان سهام نقدهما للسيسى دون شك ولن يقفا بجانبه حال سعيه للحصول على مساعدات عسكرية أو اقتصادية، ووصفت أن إعدامه سيكون بمثابة مسمار فى نعش الجماعة.