نظم العشرات من أعضاء ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في الأردن، مساء اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام مسجد الكالوتي القريب من مقر السفارة الإسرائيلية، غربي العاصمة عمان، مطالبين بإلغاء معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، عشية الذكرى ال67 "للنكبة"، حسب مراسل وكالة "الأناضول". وردد المشاركون في الوقفة هتافات تطالب تطالب ب"إلغاء" النهج التفاوضي العربي مع إسرائيل، مؤكدين أن "المقاومة هي السبيل لتحرير فلسطين". ومن بين الهتافات التي أطلقها المشاركون "تسقط تسقط المفاوضات"، و"قاوم ولا تساوم"، و"لا سفارة ولا سفير على أرض أردنية"، و"يا دقامسة يامغوار يا بطل الأغوار"، في إشارة منهم إلى الجندي الأردني أحمد الدقامسة، المحكوم عليه بالمؤبد (25 عاما) إثر قتله لسبع سائحات إسرائيليات عام 1997 في منطقة الأغوار الأردنية المحاذية لفلسطين، بعد أن قال إنهن سخرن منه أثناء تأدية الصلاة.
ورفع المشاركون في الوقفة الأعلام الأردنيةوالفلسطينية، وحملوا لافتات كُتب عليها: "تسقط المفاوضات.. يسقط نهج المساومة"، و"الرد المناسب على جرائم الاحتلال إلغاء معاهدة وادي عربة (معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية)"، و"لا للتقسيم، نعم لوحدة فلسطين وحريتها"، و"الوحدة والمقاومة طريقنا إلى التحرر".
ومن المنتظر أن تقام غداً عدة فعاليات ووقفات احتجاجية في عدد من المدن الأردنية إحياءً لذكرى "النكبة"، إذ دعت جماعة الإخوان المسلمين أنصارها إلى مهرجان "حق العودة" في مخيم البقعة، شمال العاصمة، فيما دعا ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية الذي يضم أحزاب: البعث التقدمي، البعث الاشتراكي، الشيوعي، حشد، الوحدة، الحركة القومية، أنصاره إلى مهرجان في مجمع النقابات المهنية بالعاصمة تحت شعار "الوحدة والمقاومة طريقنا للتحرير والعودة".
و"النكبة"، مصطلح يطلقه الفلسطينيون على استيلاء "المجموعات اليهودية المسلحة" على أراض فلسطينية وتهجير أهلها عام 1948، لإقامة دولة إسرائيل، وعلى إثر ذلك هُجّر الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم وفقدوا مساكنهم، وتوزعوا على بقاع مختلفة من أنحاء العالم.
ويحيي الفلسطينيون ذكرى ما يطلقون عليه "النكبة" في 15 من مايو/أيار كل عام، بمسيرات احتجاجية، وإقامة معارض تراثية تؤكد على حق العودة، وارتباطهم بأرضهم التي رحل عنها آباؤهم وأجدادهم عام 1948.
وكان الأردن وإسرائيل أنهيا في أكتوبر / تشرين الأول عام 1994، 46 عاماً من حالة الحرب بينهما، بتوقيع اتفاقية سلام عرفت إعلامياً باسم "وادي عربة"، تضمنت بنود تعاون اقتصادي وثقافي بين البلدين، وهو ما اعتبرته قوى المعارضة تطبيعاً للعلاقات مع إسرائيل، وتدعو منذ حينه إلى رفض الاتفاقية وإلغائها.