البادي: نفق «أحمد حمدي» يهدد عملية التعميق وفقًا للمواصفات العالمية حلان لاثالت لهما: إزالة النفق والاكتفاء بنفقي بورسعيد والإسماعيلية.. أو عمل تحويلة بطول 10 كم
لم يتبق أقل من 90يومًا على افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، البالغ طولها 72 كم، أمام حركة الملاحة الدولية، والذي يهدف إلى تحقيق أكبر نسبة من الازدواجية في القناة وزيادتها بنسبة 50% من طول المجرى الملاحي، بما يؤدي إلى تمكين السفن والناقلات من عبور القناة في كلا الاتجاهين في ذات الوقت، وتلافي المشكلات الحالية من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11ساعة في منطقة البحيرات المرة، وتقليل زمن رحلة عبور القناة بشكل عام، ليكون 3ساعات في أسوء الظروف، مما يسهم في زيادة الإيرادات الحالية للقناة. وتستهدف عملية التطوير، زيادة العمق الحالي للقناة، إذ أنه من المقرر أن تصل إلى 24مترًا، حتى تسمح بعبور مرور السفن العملاقة، وزيادة الطلب على استخدام القناة كممر ملاحي رئيسي عالمي، لكن المشروع أزمة خطيرة، تتلخص في أن العمق الحالي لنفق "الشهيد أحمد حمدي"، الذي يربط شبه جزيرة سيناء مع باقي أنحاء مصر، لن يكون ملائمًا لمرور السفن بالمواصفات العالمية، وقد أبلغ الدكتور محمد صبري محمد البادي، الباحث المتخصص في الجيولوجيا البيئية والتخطيط المستقبلي بالمركز القومي للبحوث والذي سبق أن تم إرساله في مهمة علمية بجامعة حيدر آباد بالهند في مركز الأرض وعلوم الفضاء لدراسة تنمية سيناء ومنطقة قناة السويس، المسئولين بذلك إلا أنه لم يتم التعامل بجدية مع تحذيره. فالمشروع يهدف إلى تعميق وتوسيع القناة في منطقة البحيرات المرة، شمال نفق الشهيد أحمد حمدي، بطول 37 كم، وسيتم حفر قناة جديدة موازية للقناة القديمة تبدأ متجهة إلى الشمال من الكيلو 60 حتى الكيلو 95 عند منطقة البلاح بمحافظة الإسماعيلية، وسيتم توسعة وتعميق جزء من القناة القديمة، وحفر جزء جديد للوصول بالقناة إلى المواصفات العالمية للسماح بعبور السفن العملاقة ذات الغاطس حوالي من 95 قدمًا، أي حوالي من 28,71 متر. لكن المشكلة التي حذر منها "البادي" تكمن في أن كل هذا التطوير والتوسع والتعميق سيتم تنفيذه شمال نفق الشهيد أحمد حمدي، حيث إن النفق على عمق 27مترًا من سطح مياه القناة، في حين أنه يجب أن يكون هناك مسافة حوالي 10أمتار أعلى سطح النفق تمتد حتى قاع القناة كأمان للنفق ولحركة الملاحة. وأشار أيضًا إلى أن هناك مايسمى تأثير ظاهرة الانجذاب نحو القاع الذي يساوي نصف غاطس السفينة، بمعنى أن السفينة التي يبلغ غاطسها 15مترًا تحتاج إلى سماح أسفل القاع يساوى 7.5 متر مسافة أمان أى أن العمق الآمن لإبحار هذه السفينة هو 22.5مترًا، أي حوالي من نصف الغاطس أسفل الغاطس للعبور الأمن للسفن وذكر الباحث بالمركز القومي للبحوث، أن القناة في أغلب مسارها ممر يسمح بالمرور في اتجاه واحد، غير أن بالقناة أربع مناطق مزدوجة بها ست تفريعات تسمح بالملاحة في اتجاهين، ومن المعلوم أنه كلما ازداد طول الأجزاء المزدوجة من القناة كلما قل زمن عبور السفن وكذلك زاد عدد السفن التي يمكن عبورها. ويبلغ طول التفريعات بقناة السويس 80.5 كم. وشرح قائلاً: "لتطوير القناة يجب أن يتم تعميقها وتوسيعها كلها من السويس حتى بورسعيد، لكن يقف نفق الشهيد أحمد حمدي عائقًا أمام تعميقها في المنطقة التي يمر بها النفق، لأن عمقه 27مترًا من سطح القناة وحد الأمان للنفق حوالي من 10أمتار (المسافة من النفق إلى قاع القناة) لذا سيكون هناك 17مترًا (حوالي 50قدمًا) فقط كحد أقصى لغاطس أي سفينة تعبر فوق النفق، بل الأكثر من ذلك حسب القياسات العالمية يجب أن يكون هناك عمق أسفل الغاطس نصف طول الغاطس وهذا ما لم يتوفر في منطقة النفق". وفي سياق تحذيره من إتمام عملية التوسعة والتعميق بالشكل المطابق للمواصفات القياسية العالمية، قال "البادي"، إن "وجود النفق يعوق عمليات تطوير وتوسيع وتعميق القناة بالأخص أن النفق موجود على بعد 17 كم من السويس مما يجعله عائقًا أمام القوافل المتجهة للشمال أو المتجهة للجنوب، فيعتبر النفق عائق بين منطقتين ذات مواصفات عالمية؛ فشمال النفق إلى بورسعيد سيكون قناة عالية الجودة وأعماق تسمح بعبور أضخم سفن العالم، وكذلك جنوب النفق (17كم) حتى السويس بمواصفات عالمية". وشدد على أهمية تطبيق المواصفات العالمية في عملية التطوير الجارية حتى تلاءم التطور المستمر في صناعة السفن فقد وصل غاطس السفن العملاقة إلى حوالي 95قدمًا، وأطول السفن في العالم هي السفينة الدانماركية "هيلنورا ميرسك" البالغ طولها 398مترًا وعرضها 75مترًا بغاطس94.2 قدم وهي قادمة من الصين ومتجهة إلى هولندا وتحمل 11300 حاوية. (حيث ان 94.2 قدم = 28.71 متر) واقترح الباحث بالمركز القومي للبحوث للتغلب على الأزمة، حلين لاثالث لهما: إزالة نفق الشهيد أحمد حمدي حيث سيتم إنشاء نفقين عند بورسعيد والإسماعيلية، وبالتالي فلاحاجة ملحة لهذا النفق الذي سيعوق الحركة في القناة، أو عمل تحويلة (فرعية جديدة بطوال 10 كم) في الجانب الشرقي للقناة عند منطقة النفق وفي هذه الحالة أيضًا سيكون النفق بلا فائدة.