لا يملك مشتغل بالاعلام إنكار مهنية يسري فودة وقدراته وحرفيته، فمن الضروري أن نفصل بين الشخصي وبين العام في حكمنا عليه. وعليه هو من واقع مخزونه المهني الهائل الفصل بينهما. أقول ذلك لأنني غير معجب باختيارات فودة في "آخر كلام" سواء الضيوف أو الموضوعات التي يثيرها، لكنه صاحب خبرة عريضة ومؤهلات، أرى ويرى البعض غيري أنه يستغلها خطأ. الضجة المثارة حاليا على تعليق فودة لبرنامجه، اعتبره من الاستغلال الغلط الذي يخلط بين الشخصي والعام. مزاج يسري فودة وحده المسئول عن تعليق برنامجه "آخر كلام" فمنذ مدة بدا واضحا أنه "زهقان" من العبء الذي يتحمله من ظهوره خمسة أيام في الأسبوع، وقد تحدث به إلى مقربين، ولا توجد علاقة بين ذلك وبين الأسباب التي ذكرها. إنه يجد نفسه في حاجة إلى الراحة. وعندما ينال قسطه منها سيعود سواء "لآخر كلام" في أون تي في أو "لأول كلام" في غيرها! هذا "الزهق" في شخصيته متلازمة له بعد انهماكه في العمل فترة من الوقت. وهو سر ابتعاده عن "الجزيرة" بقرار منه في البداية حين طلب إجازة بدون راتب، سيما أن أمر الراتب لا يعنيه كثيرا، فالحالة عنده فُل والحمد لله. ثم طالت الإجازة التي كانت بمثابة تعليق اختياري منه، فلما طالبته إدارة الجزيرة بالعودة تجاهلها ولم يرد، فاستلم بعدها خطاب انهاء خدمته. ظني أن الحادث حاليا هو تكرار لما كان سابقا. وما كتبه في مقاله أمس في "المصري اليوم" استغلال للضجة وإشعال لها، فقد تناول ذنوب المجلس العسكري ومكالمة اسماعيل عتمان الهاتفية التي استمرت نحو ساعة. ثم سخر من مكالمة أخرى لعتمان مع زميلته ريم ماجد، حيث أرسل إليه فودة ابتسامة لم يقاومها عندما شعر أنه "عيل تايه" فيما عتمان ينادي عبر الأثير "عد يا يسرى.. نحن في حاجة إليك"! الإعلام يحتاج مهنية يسري فودة في ما هو أفضل وليس إلى أجواء الإثارة الضارة التي يحيط بها نفسه وأفعاله ويسقطها على المجتمع ومؤسسات الدولة. وإلى أن يصل إلى تلك المعادلة سيظل "عيل تايه" على حد عبارته. وليس من المنطق أن يعملها العيال ويقع فيها الكبار! [email protected]