قال الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الجمعة، إن بلاده تمكنت من الدفاع عن استقرارها وأمنها، في ظل قلاقل وتغيرات وهزات ضربت الكثير من الأقطار في المنطقة. جاء ذلك في رسالة لبوتفليقة، بمناسبة إحياء الذكرى السبعين لمجازر 8 مايو/ أيار 1945 التي ارتكبتها قوات الاحتلال الفرنسي في مناطق سطيف وقالمة وخراطة شرقي الجزائر وذهب ضحيتها حسب تقديرات رسمية 45 ألف جزائري، خرجوا في مظاهرات للمطالبة باستقلال بلادهم. وقال بوتفليقة في الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية مساء اليوم،: إن هناك "قلاقل وتغيرات وهزات ضربت الكثير من الأقطار في منطقتنا، وتمكنت الجزائر بفضل الله عز وجل وعزيمة بناتها وأبنائها من الدفاع عن استقرارها وأمنها وسيادتها". وتابع: "أدعو شعبنا وفي مقدمته الشباب إلى التحلي بالحكمة، والتسلح بالإرادة، والعمل في مواجهة مختلف التحديات والمصاعب، وذلك برص صفوف الجبهة الداخلية؛ باعتبارها الرهان الأقوى والرباط الأوثق لربح معركة المستقبل". وشدد الرئيس الجزائري، على أن دبلوماسية بلاده: "تبذل ما في وسعها من جهد لفض النزاعات, ورأب التصدعات، ليعم السلم والاستقرار كل محيطنا وتعيش شعوبه في بحبوحة من العيش الكريم والرخاء والازدهار"، في إشارة إلى جهود الوساطة التي تقوم بها الجزائر لحل أزمتي مالي وليبيا المجاورتين.
ونقلت الإذاعة الحكومية اليوم أن "آلاف الأشخاص شاركوا هذا الجمعة بمدينة سطيف (شرق) في مسيرة الذاكرة التي قطعت نفس المسار السلمي الذي قوبل بقمع وحشي في الثامن من مايو/ آيار 1945 من طرف قوات الاحتلال الفرنسي والميليشيات الاستعمارية".
وترفض السلطات الفرنسية لحد الآن الاستجابة لمطالب رسمية وشعبية في الجزائر، للاعتذار رسميا عن هذه الجرائم الاستعمارية رغم اعترافها بحدوث مجازر خلال هذه المظاهرات.
وقام يوم 19 أبريل/نيسان الماضي "جان مارك تودشيني" كاتب الدولة الفرنسي لقدماء المحاربين بوضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري يخلد ضحايا مجزرة 5 مايو/ أيار 1945 بمدينة سطيف (شرق) في أول زيارة لمسؤول حكومي إلى المكان.