قال ضابط بالشرطة العراقية، اليوم الخميس، إن ناحية عامرية الفلوجة بمحافظة الأنبار(غرب)، تشهد توترا أمنيا عقب دخول مقاتلين من "الحشد الشعبي" إليها دون تنسيق مع القوات الأمنية ومسلحي العشائر الموالية للحكومة واندلاع اشتباكات محدودة بين الطرفين. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أوضح وسام الفلاحي الضابط برتبة نقيب في قيادة شرطة ناحية عامرية الفلوجة(23 كم جنوب مدينة الفلوجة)، أن مقاتلين من كتائب حزب الله العراقي، أحد فصائل الحشد الشعبي(ميليشيات شيعية مسلحة تقاتل إلى جانب القوات الحكومية) دخلوا أمس الأربعاء إلى العامرية، دون تنسيق مع القوات الأمنية ومسلحي العشائر المسيطرين عليها ما مثل استفزازاً لهؤلاء. وأضاف أن خمسة عربات تحمل عناصر مسلحة من كتائب حزب الله تقدمت من منطقة (جرف الصخر) التابعة لمحافظة بابل(وسط) والمحاذية لناحية عامرية الفلوجة، وقام العناصر الذين تقلهم باستفزاز القوات الأمنية وأبناء العشائر بدخولهم إلى الناحية من مدخلها الجنوبي دون تنسيق، ما أدى إلى وقوع اشتباك مسلح ووقوع إصابات بين الطرفين، لم يحدد حجمها. وأشار الضابط إلى أن عناصر القوات الأمنية ومسلحي العشائر تحشدوا في منطقة الاشتباك لمنع تقدم عناصر حزب الله باتجاه مركز الناحية التي دافعوا عنها على مدار عام ونصف ومنعوا تنظيم "داعش" من التقدم والسيطرة عليها. ولفت إلى أن هذا صمود عناصر القوات الأمنية ومسلحي العشائر كان له فضل في منع "داعش" من الدخول الى محافظتي بابل وكربلاء(ذات غالبية شيعية) والمحاذيتين لناحية العامرية. وأوضح النقيب أن عناصر كتائب حزب الله طلبوا بعد الاشتباك الدعم من زملائهم وهم ينتظرون وصولهم، وأن الوضع متشنج جداً حتى الساعة (13.35)تغ، ويتطلب تدخلا حكومياً لوضع حد لمثل هذه الانتهاكات خاصة في الوقت الذي تقاتل فيه القوات الأمنية والعشائر تنظيم "داعش" في عدد من المناطق في الأنبار. وبين المصدر أن "قيام كتائب حزب الله بهذا التصرف يأتي بعد خمسة ايام من قيام عناصر تابعين له بالاعتداء على موظفين في منشأة الشهيد(معامل سابقة للإنتاج الحربي في عامرية الفلوجة) بالضرب والتعذيب والحرق وسرقة محتويات المنشأة ورواتب الموظفين"، دون معرفة الأسباب.
واعتبر أن "تصرفات كتائب حزب الله لا تختلف عما يقوم به تنظيم داعش". وكان مسؤول محلي بناحية عامرية الفلوجة قال في تصريحات سابقة لوكالة "الأناضول"، إن اشتباكات وقعت، أمس الأربعاء، بين مقاتلين من الحشد الشعبي وقوات أمنية يساندها مسلحو العشائر في الناحية، مشيرا إلى وقوع جرحى في صفوف الجانبين. وتختلف أطراف عراقية بشدة حول إمكانية مشاركة قوات الحشد الشعبي، مع القوات الأمنية في المواجهات مع تنظيم "داعش" بمحافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، إلا أن العديد من عشائر الأنبار والحكومة المحلية بالمحافظة أبدت موافقتها على ذلك وطالبت بغداد بضرورة إشراك الحشد الشعبي في المعارك ضد داعش". وطالبت اشنطن مؤخرا الحكومة العراقية بتحجيم دور "حزب الله العراقي" في المعارك ضد "داعش" بعد تسجيل انتهاكات بحق السكان المدنيين السنة في المناطق التي جرى استعادتها من التنظيم المتشدد في الشهور الأخيرة، خاصة مدينة تكريت ذات الغالبية السنية ومركز محافظة صلاح الدين(شمال) . وتقول تقارير عراقية إن "كتائب حزب الله" تعد واحدة من أقوى الفصائل الشيعية المسلحة في البلاد، وتتلقى دعما من إيران، ويرجع تأسيسها إلى السنوات التي تلت إسقاط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين في 2003. وتبنت الكتائب هجمات ضد القوات الأمريكية إبان احتلالها للعراق بين عامي 2003 و2011، ولها قناة فضائية باسم "الاتجاه" تبث باللغتين العربية والإنجليزية. وكانت "كتائب حزب الله" ضمن فصائل شيعية أخرى اعتمد عليها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بشكل سري في قتال "داعش" عندما بدأت شوكة التنظيم تقوى غربي البلاد، وفي محافظة الأنبار على وجه الخصوص مطلع 2014.