قال مصدر دبلوماسي جزائري إن زيارة عبد الله الثني، رئيس الحكومة المنبثقة عن برلمان طبرق، شرقي ليبيا، للجزائر ستبحث 4 ملفات كبرى هي التعاون العسكري والأمني، وإنجاح مفاوضات السلام بين أطراف الأزمة الليبية، والتعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، ثم التعاون الإنساني. وأضاف المصدر، للأناضول، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أن "الموضوع الأكثر أهمية الذي تم إدراجه في جدول أعمال زيارة رئيس الوزراء الليبي، عبد الله الثني، للجزائر هو الحوار المتعثر بين أطراف الأزمة الليبية، وسعي الجزائر للوصول إلى توافق بين الفرقاء الليبيين". وأوضح أن "الجزائر ترغب في طي أزمة النزاع في ليبيا من أجل التفرغ لما هو أهم وهو دحر الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة". وأشار إلى أن "الموضوع الثاني المطروح للنقاش هو التعاون الأمني وحصول ليبيا على بعض المعدات العسكرية والتنسيق بين الأطراف التي تتمسك بالشرعية في ليبيا ودول الجوار من أجل ضبط الحدود".
وتابع: "قبل أكثر من سنة، توصلت ليبيا إلى اتفاق مع الجزائر من أجل تدريب قوات ليبية في الجزائر إلا أن تنفيذ الاتفاق لم يسر كما يجب بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية في ليبيا، والآن تحتاج الحكومة المعترف بها في ليبيا للسلاح والعتاد العسكري بشكل عاجل من أجل دحر الجماعات المسلحة الموالية لداعش".
ولفت إلى أن "الموضوع الثالث المطروح على طاولة النقاش بين الجزائر وليبيا هو التصدي للهجرة السرية، وتعاون جيران ليبيا مع الحكومة الليبية من أجل التصدي للعصابات ذات الطابع الدولي التي تنظم عمليات نقل المهاجرين السريين بالقوارب من شواطئ ليبيا إلى إيطاليا، وأن ليبيا أبلغت جيرانها، وهي الجزائر، وتونس، ومصر، بضرورة تعاون دول المنطقة من أجل التضييق على عصابات تهريب المهاجرين غير الشرعيين".
أما الموضوع الرابع والأخير بحسب ذات المصدر "فهو تسهيل عمليات نقل المواد الغذائية والأدوية إلى سكان جنوب غرب ليبيا القريبين من الحدود البرية بين البلدين، وتنسيق عمليات نقل المساعدات، بالإضافة إلى وضع ترتيبات لتسهيل عمليات النقل الجوي بين الجزائر وليبيا، حيث سمحت الجزائر سابقًا بهبوط طائرات نقل المسافرين القادمة من ليبيا من أجل تخفيف معاناة سكان ليبيا التي باتت في شبه عزلة عن العالم الخارجي".
من جانبه، قال سيسني هلال، أحد أعيان جنوب غرب ليبيا، من منطقة غدامس، لوكالة الأناضول، إن "الجزائر تهتم بموضوع التوصل إلى اتفاق سلام سياسي يطوي الخلاف بين الأطراف الشرعية الليبية؛ لأنها ترى أن الاتفاق السياسي سيؤدي في النهاية إلى تراجع تأثير التكفيريين".
بدوره، قال الباحث الجزائري في الشؤون الأمنية، أحمد تاوتي، لوكالة الأناضول، إن "ليبيا باتت مجبرة الآنعلى التعاون والتنسيق مع دول الجوار من أجل الخروج من أزماتها".
وأضاف: "تحتاج الحكومة الليبية للسلاح من أجل تحسين وضعية قوات الجيش الذي أنهكه الصراع ضد المليشيات والجماعات المسلحة الموالية للقاعدة وداعش".
ووصل الثني، اليوم الثلاثاء، إلى الجزائر في زيارة تدوم يومين لم يعلن عنها مسبقا "في إطار المشاورات السياسية بين البلدين"، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية .
وذكرت الوكالة أنه "شرع رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني اليوم الثلاثاء في زيارة الى الجزائر تدوم يومين في إطار المشاورات السياسية بين البلدين".
واحتضنت الجزائر منتصف الشهر الماضي برعاية من الأممالمتحدة اجتماعًا هو الثاني من نوعه لشخصيات سياسية ليبية ضم قادة أحزاب ومستقلين لبحث مسودة اتفاق سياسي بين جميع الفرقاء.
وقال برناردينو ليون، رئيس البعثة الأممية والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، عقب الاجتماع، إن تلك الجولة "حققت نجاحًا كبيرًا"، مشيرًا إلى أنه تمت مناقشة "مشروع اتفاق سياسي" ، دون كشف تفاصيل هذا المشروع.
كما كشف المسؤول الأممي أن الجزائر ستحتضن جولة أخرى للحوار الليبي دون تحديد تاريخها.