جاء تفاقم الأزمة داخل حزب الوفد بعد منع قوات الأمن المعنية بتأمين مقر الحزب فؤاد بدراوى، عضو الهيئة العليا للحزب، من الخروج، بناءً على تعليمات رئيس الحزب السيد البدوى ومهاجمته بالكلاب البوليسية ليعيد إلى الأذهان الصراع الشهير الذى حدث بحزب الوفد عام 2007، وذلك عندما اقتحم نعمان جمعة وعدد من أنصاره مقر الحزب. وفي حين استعان السيد البدوي بالكلاب البوليسية لمهاجمة بدراوي ومعارضيه تم مطاردة نعمان جمعة بإطلاق الأعيرة النارية وتبادل لإطلاق الرصاص بين الطرفين، ما أدى لإصابة 23 بينهم 7 صحفيين مما أدى إلى تحول الحزب إلى ساحة للقتال. وكانت البداية عندما توجه جمعة، وعدد من أنصاره إلى المقر محاولين دخوله، وعندما منعهم الحراس اعتدوا عليهم واحتلوا المقر، وذلك بعد أن قررت محكمة القضاء الإدارى رفض الاستشكال، الذى قدمه منافسه محمود أباظة ضد قرار النائب العام بتمكين جمعة من المقر، حيث انتهز الأخير رفض الاستشكال وحاول الاستيلاء عليه، دون الرجوع إلى أجهزة الأمن، التى لها الحق الوحيد فى تنفيذ القرار. ويشهد الوفد حاليًا حالة من الصراع فى عهد البدوي، وذلك بعد إعلان عدد من قيادات الهيئة العليا سحب الثقة من رئيس الحزب، ليرد البدوي باجتماع للهيئة العليا واتخاذ قرار بتجميد عضوية هؤلاء المعارضين مما أدى إلى تفاقم الأزمة وإصرار الأعضاء المجمد عضويتهم على سحب الثقة من البدوي باعتباره رئيسًا غير شرعي. وأغلقت قوات الأمن أبواب الحزب بالأقفال الحديدية، وأطلقوا الكلاب البوليسية على أبواب سيارة "فؤاد بدراوي"، ووصف عضو الهيئة العليا للحزب، ما قامت به قوات الأمن بأنه تصرف "أحمق"، متوعدا "البدوي" برد فعل عسير. وقال أحمد يونس عضو الهيئة العليا لحزب الوفد وأحد الأعضاء الذين تم فصلهم بقرار من رئيس الحزب ل "المصريون"، إن الخلافات داخل حزب الوفد لن تكون كما كانت في 2006 عندما تم إطلاق النار داخل الحزب، مشيرًا إلى أن وجود معارضه داخل الحزب وخلافات هي ظاهرة صحية تعمل على القيام بالإصلاح الذاتي والداخلي، طالما أن الانتقاد يكون بأسلوب مشروع ومحترم. وأضاف أن حزب الوفد وأعضاءه يؤمنون بشرعية الصندوق إلا أن وجود تجاوزات لا يمكن السكوت عليها تدفع الأعضاء لحرصهم على مكانة أقدم حزب سياسي في مصر للمطالبة بإعادة الانتخابات من جديد لاسيما وأن الدكتور سيد البدوي يعرض مستقبل الحزب للخطر ويقحمه في معرضه غير حقيقة للرئيس الجمهورية، كما أنه يشوه سمعة الحزب بسبب التصريحات المتناقضة وغير الصحيحة التى يدلي بها على ذمة الأعضاء. وأشار إلى أن الحزب يعاني من تدهور مالي في النفقات بجانب وجود اتجاه سياسي وإقصائي من رئيس الحزب يعتمد فيه على الانفراد بالقرارات وهو ما يرفضه أعضاء الحزب. وتابع: "أن إصرار رئيس الحزب على الدخول في قائمة حب مصر بأربعة أعضاء منهم من لا ينتمي للحزب هو إهانة لمكانة حزب الوفد الذي لا بد أن يكون له قائمة منفصلة يعبر بها عن مكانتها". ولفت إلى أن الحزب فقد خلال الفترات الماضية فرصًا ذهبية لا تتكرر كانت كفيلة بعودتها لصدارة المشهد السياسي والقوى السياسية بعد حل الحزب الوطني عقب ثورة 25 يناير وبعد إزاحة الإخوان ورغم ذلك لم يحدث هذا بسبب السياسات الحالية.