كشفت مصادر بدار الإفتاء عن ضغوط مكثفة من "جهات سيادية" على الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، للتصالح مع الداعية السلفي الشيخ أبو إسحاق الحويني، والتنازل عن دعواه ضده بتهمة السب والقذف، على خلفية انتقادات وجهها له في برنامج تليفزيوني، خوفًا من تفاقم الأزمة وتطورها إلى مصادمات بين أنصار ومؤيدي الطرفين في ظل حالة الانفلات الأمني الذي تعاني منه البلاد. غير أن جمعة يرفض حتى الآن التنازل عن دعواه ويصر على أن يتقدم الحويني باعتذار رسمي كشرط للقبول بالتصالح وهو ما أكده مرارًا، خاصة وأنه يتهمه بأنه دأب على سبه وشتمه كثيرًا على مدار السنوات الماضية. وكان جمعة قد أقام دعوى ضد الحوينى اتهمه فيه بسبه وقذفه عبر برنامج "حرس الحدود" على فضائية "الحكمة"، حيث قال إن المفتي "ولد ميتا"، وهو ما اعتبره جمعة "سبا له والقصد منه المساس بالشرف والتأثير على مركزه ومكانته الدينية". وجاء في صحيفة الدعوى، أن المفتي تلقي علوم الفقه والشريعة ونال أعلى الدرجات، ما يعتبره مخالفا لما قاله الحويني، وطالب بتعويض مالي قدره 10 آلاف وواحد جنيه، جراء ما أصابه معنويا وأدبيا ونفسيا. إلى ذلك، أعلن علماء الأزهر الشريف وأئمة وزارة الأوقاف والطرق الصوفية ونقابة الأشراف تنظيم وقفة تضامنية الخميس بالجامع الأزهر تضامنًا مع المفتي، وهو ما يأتي ردًا على قيام عشرات الآلاف من السلفيين بالتضامن مع الحويني أثناء نظر محكمة جنح شرم الشيخ الدعوى مطلع هذا الأسبوع. وأكد الداعون إلى الوقفة أن المفتي قامة علمية وإسلامية عظيمة يشهد له علماء العالم الإسلامي اجمع بالكفاءة وطهر اليد وغزارة العلم معبرين عن استياءهم من الهجوم عليه. كما استنكر "الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية" في بيان ما يقوم به السلفيون، وحذر الشعب المصري من الانسياق خلفهم مطالبا بالتصدي لهم بكل الوسائل الممكنة شرعا وقانونا، ودعا جميع المصريين من أنصار المنهج الأزهري لحضور الوقفة التضامنية مع المفتي.