أكد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن على مصر التي كانت أول دولة عربية تبرم معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1979 أن تلتزم بالاتفاقية المعروفة ب "كامب ديفيد"، وهو ما أكده المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد عقب الإطاحة بنظام حسني مبارك. وقال العربي في تصريحات لبرنامج "هنا العاصمة" على فضائية (CBC): "لم أشارك في معاهدة السلام، لكن نحن وقعنا على هذه المعاهدة وعلينا أن نلتزم بها، ولكن على الطرفين أن يقوما بتطبيقها تطبيقًا سليمًا". وأضاف إن إسرائيل لم تقم بانتهاك المعاهدة: "لا أستطيع القول إنها انتهكت الاتفاقية؛ فهناك اتفاق ومنصوص في ديباجة كامب ديفيد أن إسرائيل تقبل السلام مع جميع الدول التي تقبل السلام معها، وليس صحيحًا أن إسرائيل انتهكت أي بند من بنود المعاهدة وما يحدث من تجاوز نطلق عليه عدم التزام وليس انتهاكًا". وحول مقولة إسرائيل إن الرئيس السابق حسني مبارك كان يمثل بالنسبة لها كنزًا إستراتيجيًا، أكد العربي الذي شغل منصب وزير الخارجية لشهور قبل انتقاله للجامعة العربية، أن هذه مقولة إسرائيل وليست مقولته هو. وقال إن الرئيس السابق وإن كان يمثل بالنسبة لهم كنزًا، لكن "هذا الكنز قد نفذ ولم يعد موجودًا ولكن ليس هناك تراجع عن اتفاقية كامب ديفيد". وطالب العربي بتشكيل مجلس أمن قومي لمصر على غرار "البلاد المتقدمة"، يكون له سلطة اتخاذ القرار، وتابع: "في تصوري أن يكون لمصر مجلس أمن قومي يكون لكل وزارة لديها جهاز بالمجلس يضع توصيات وبدائل أمام من يتخذ القرار وهذا الأمر موجود في أمريكا وفرنسا والهند". وتطرق العربي إلى أوجه القصور بالجامعة العربية، قائلاً: "لاحظت في السنوات الأخيرة أن سياستنا أصبحت رد فعل لما يحدث ليس لدينا رؤية متكاملة لما نريد مجرد رد فعل لما حدث"، وأشار إلى أنه شكل لجنة لتطوير أداء الجامعة العربية. وفيما يتعلق بسوريا وعدم اتخاذ جامعة الدول العربية موقفًا حاسمًا مع الرئيس بشار الأسد لوقف القتال، قال العربي إن "جامعة الدول العربية ليست أقوى من الأممالمتحدة حتى توقف القتل في سوريا"، لكنه أكد أنه طلب من الأسد إجراء إصلاحات والإفراج عن المعتقلين ووقف عمليات القتل. وعن الوضع في اليمن حيث تعم الاحتجاجات البلاد منذ شهور للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 31 عاما، قال إن "هناك قبائل تؤيد الرئيس اليمني تطالبه بالبقاء لكن غالبية الشعب اليمني يطالبه بالرحيل، وفي النهاية تنحي صالح مطلب يمني وليس رغبة الجامعة أو مجلس التعاون". ورأى في تعليقه حول الوضع في ليبيا، أن رحيل معمر القذافي "يمثل بداية مرحلة جديدة للشعب الليبي".