سيطر ائتلاف من المقاتلين الإسلاميين على معسكر القرميد في محافظة إدلب، شمال غرب البلاد فجر الاثنين بعد أن قاد انتحاري من جبهة النصرة شاحنة محملة بالمتفجرات إلى داخل القاعدة ثم فجرها. وبهذا الهجوم، الذي أعلن عنه المقاتلون ومقاطع فيديو نشرت لهم وهم داخل القاعدة، يقترب الائتلاف من السيطرة على معظم محافظة إدلب ويتقدم صوب اللاذقية مسقط رأس الرئيس بشار الأسد. وكان الجيش يستخدم معسكر القرميد لقصف البلدات والقرى التي يسيطر عليها المقاتلون في المحافظة الزراعية الاستراتيجية المتاخمة لتركيا، ومن شأن السيطرة عليها أن تساعد المقاتلين على إحكام حصارهم لمعسكر المسطومة الكبير والذي يقع على مقربة. وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية أن الجيش قتل عشرات من مقاتلي جبهة النصرة وعشرات من الانتحاريين الإسلاميين من منطقة الشيشان الروسية خلال معارك قرب القاعدة لكنها لم تذكر أن المجمع سقط في أيدي المتشددين. وقال الشيخ حسام أبو بكر، القيادي بحركة "أحرار الشام": "دخلت سيارة مفخخة محملة بطنين من المتفجرات إحدى مداخل المعسكر مما مكن فيما بعد المجاهدين من السيطرة على المعسكر". ويضم التحالف المعروف باسم جيش الفتح جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وحركة جند الأقصى لكنه لا يشمل تنظيم الدولة الإسلامية المنافس الذي يسيطر على مناطق واسعة من العراقوسوريا. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن هذه واحدة من أهم قواعد النظام في إدلب وكان بها الكثير من الأسلحة مضيفا أن المقاتلين سيطروا على سبع دبابات على الأقل بالإضافة إلى مخزون كبير من الذخيرة وعشرات من قاذفات الصواريخ. وزادت سوريا اتهاماتها بأن تركيا تساعد المقاتلين وتسمح للآلاف من الجهاديين الأجانب بالدخول للبلاد الأمر الذي أتاح لهم السيطرة على إدلب الشهر الماضي. وهذه ثاني عاصمة لمحافظة تسقط في أيدي مقاتلين مناهضين للأسد بعد أن سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على الرقة خلال الصراع الدائر منذ أربعة أعوام، وسيطر التحالف يوم السبت على بلدة جسر الشغور الشمالية الغربية. وذكر المرصد أن 73 شخصا بينهم كثير منه النساء والأطفال قتلوا في هجمات انتقامية على منازل مدنيين وأسواق في البلدات والقرى التي يسيطر عليها المقاتلون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقتل 53 مدنيا على الأقل في قصف جوي على بلدة دركوش شمالي غربي ادلب عندما قصفت القوات الجوية سوقا مزدحمة ومركزا كان يحتمي به نازحون.