أعلن الجيش النيجيري، اليوم الأربعاء، أن العمليات الجوية والبرية مستمرة ضد مسلحي "بوكو حرام" في معقلها بغابة "سامبيسا" في المنطقة المضطربة شمال شرقي البلاد. وفي تصريح لوكالة الأناضول اليوم، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع النيجيرية، كريس أولوكولادي: "نعمل في غابة سامبيسا، ولكن لا يوجد شيء جديد حيال هذا الأمر". وفي مواجهة العمليات الأخيرة والضربات التي توجهها قوات الجيش، يعتقد أن المسلحين قد تراجعوا مجددا إلى معقلهم في غابة "سامبيسا". وتتخذ "بوكو حرام" معقلا رئيسيا في غابة "سامبيسا" التي تمتد عبر مساحات شاسعة من الأراضي الوعرة، تقارب 60 ألف كلم مربع عبر ولايات الشمال الشرقي (بورنو، ويوبي، وبوتشي، وغومبي) وصولا إلى ولايات الشمال الغربي ( كانو، وجيغاوا). ونفي المتحدث ما أوردته تقارير إعلامية، تتحدث عن بدء عملية برية (جديدة) في المنطقة. وأضاف: "لم نبلغ أي أحد أننا أوقفنا العمليات هناك. المنطقة بأسرها تدخل في نطاق عملياتنا، لذلك فإن إثارة مشكلة كبيرة بشأن هذا الأمر في الوقت الراهن، يلفت الانتباه على نحو غير مفيد لهذه العملية". وأوضح المتحدث، أن ما يحدث "مجرد استمرار للهجمات ضد الإرهابيين، ومواقعهم التي يتم تحديدها"، مضيفا "هذا يتجاوز تحرير منطقة محددة، فنحن نطرد الإرهابيين من كل مكان في نيجيريا". ورغم ذلك، قال آخر مصدر في الجيش إن قرابة 5 آلاف من عناصر القوات البرية يشاركون حاليا في "الهجوم النهائي" ضد مسلحي "بوكو حرام". طالبا عدم الكشف عن هويته، أوضح المصدر أنه "هجوم كبير يشارك فيه ما يصل إلى 5 آلاف جندي من مختلف أقسام الجيش". ورغم أن هجمات "بوكو حرام" تراجعت في الأسابيع الأخيرة، يحذر خبراء من أن القوات النيجيرية لم تنتصر في معركتها معهم بعد. ونجح الجيش النيجيري مؤخرا في استعادة عدة مناطق كانت تخضع لسيطرة "بوكو حرام" التي استولت سابقا على مناطق واسعة بولايات "أداماوا"، و"بورنو"، و"يوبي" شمال شرقي البلاد، إلا أن الجماعة المتشددة تظل مصدر قلق أمني كبير في المنطقة. وتقاتل نيجيريا منذ أكثر من 6 سنوات جماعة "بوكو حرام" المتمردة التي حصدت عملياتها حياة عشرات الآلاف، وشردت أكثر من 6 ملايين شخص على الأقل، ودمرت البنية التحتية في أجزاء كثير من البلاد. وتعني بوكو حرام، بلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، أن "التعليم الغربي حرام،" وقد تأسست كجماعة مسلحة في يناير/ كانون ثان 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.