اُستقبِل نبأ مقتل العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي الخميس بارتياح ليس فقط على الصعيد الليبي بل امتد الترحيب كذلك إلى خارج ليبيا، بعد شهور من الانتفاضة التي اندلعت ضد نظامه والتي قمعها بالحديد والنار ما أدى إلى سقوط الآلاف منذ اندلاع الاحتجاجات في 17 فبراير الماضي. ووجه الدكتور أحمد محمد الطيب، شيخ الأزهر، رسالة إلى الشعب الليبي طالبه فيها بأن يتطلع إلى المستقبل ويبدأ في بناء دولته الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة. فيما دعا الدكتور يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الليبيين إلى ضرورة التخلي عن السلاح ورده إلى الدولة، مؤكدا أن عصر المقاومة والحرب قد انتهى، داعيًا إلى توزيع الثوار على الجيش والشرطة كجنود؛ ما إذا كانوا في حالة جيدة تسمح لهم بذلك. وطالب في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، الليبيين ببناء دولتهم كدولة مدنية وديمقراطية إسلامية، وليست كما هي في أوروبا، وأن يجعلوا أمرهم شورى بينهم كما نص الإسلام. وذكر أنه كان على ثقة منذ بدء الثورة الليبية من انتهاء القذافي، وأنه أكد في مكالمة هاتفية على قناة الجزيرة منذ 8 أشهر قال فيها إن "القذافي انتهى ولابد أن ينتهي"، ولكن "الجزيرة" قامت بحذف كلامه لأسباب قال إنه لا يعلمها. وأكد أنه تنبأ بنهاية القذافي فيما سبق، مؤكدا أن كل الطغاة في اليمن وسوريا سوف ينتهون، مشيرا إلى أنه يملك من الوثائق والأسانيد ما يؤكد أن هؤلاء الطغاة زائلون بلا رجعة، قائلا: "ثقوا وأيقنوا أن هؤلاء ذاهبون وأنا أؤكد لكم بكل ما عندي من الوثائق والأسانيد ما يقول إن هؤلاء زائلون". وقال القرضاوي إن هؤلاء الطغاة في إشارة للزعماء العرب الذن أزالتهم شعوبهم، لم يؤخذوا ظلما أو اعتبارا، بل أخذوهم بشرورهم وأثامهم، لافتا إلى أنهم جمعوا بين الطغيان والفساد، وكانوا يتعاملون مع شعبهم بمنطق الألوهيه كأنهم آلهة على الأرض لا يسألون عن أي شىء، منبها على أن القذافي كفر بنعمة الله عليه، ولم يحافظ على ما أتاه الله ويحفظ شعبه بل قتل وشرد وعوق الآلاف منهم. من جهته، أكد الدكتور محمد سعد الكتاتني، الأمين العام لحزب "الحرية والعدالة أن" مقتل الديكتاتور الليبي معمر القذافي، يمثل انتصارا جديدا لإرادة الشعوب العربية الحرة على كل الطغاة، وأن النظم الديكتاتورية مهما بلغت من جبروت إذا صارعت شعوبها فسوف تهزم في النهاية. وقدم الكتاتني التهئنة إلى الشعب الليبي وثواره الأبطال، بهذا الانتصار الكبير، ودعاهم إلى التفرغ لبناء ليبيا الحرة والديمقراطية، وبناء مؤسسات الدولة الحديثة، والتعاون والتنسيق في جميع المجالات السياسية والاقتصادية مع جيرانها العرب وفي مقدمتها مصر، والدفاع عن ليبيا، وحرية قرارها السياسي والاقتصادي. وشدد الكتاتني على أن موت القذافي يرسل رسالة أخيرة، إلى جميع الطغاة، مفادها أن إسرافهم في سفك دماء شعبيهم لن يمر دون عقاب. كما وجه التحية إلى نضال الشعبين السوري واليمني، من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية، مشيرا إلى أن مقتل القذافي يعد بارقة أمل بانتصار جميع الثورات العربية.