مثلي مثلكم, أمصمص الشفتين وأطلب من الله الستر والغفران كلما حلت بنا كارثة ومن كارثة احتراق القطار الشهيرة التي لا أتذكر متى كانت بالتحديد لأن الذاكرة تخونني من كثرة ما مر عليها, وعبوراً على محرقة بني سويف في سبتمبر الماضي ومروراً بكارثة إجلاء السودانيين بالقوة ووصولاً إلى السلام بوكاشيو 98 ومن تدنيس المصحف الشريف في جوانتاناموا إلى الإساءة للنبي عليه الصلاة والسلام يتكرر السيناريو نفسه: ثورة وانفعال سريع لدى الناس العاديين لبعض الوقت, وشجب وإدانة ووعيد للمسئول بالثبور وعظائم الأمور, وسرعان ما تحل كارثة أخرى تنسينا ما حدث وتمر التحقيقات في هدوء ويضيع دم الضحايا هباءً رغم عنف التصريحات وإنعقاد اللجان والتحقيقات, فلا وزير يستقيل أو يقال ولا رعاية لحقوق الأحياء أوالأموات . لا أدري ما هو الحل لأنه لا ف إيدي سيف ولا تحت مني فرس, ولكن إن كنتوا نسيتوا اللي جرى هاتوا الدفاتر تنقرا واسألوا عما حصل عليه ضحايا محرقة القطار وبني سويف ومأساة السودانيين, كله قبض الريح وباطل. أكيد فيه حاجة غلط, بس مش في الحكومة ولكن فينا لأننا ما بنعرفش نموت فرادى في هدوء أو لأننا ميتين بالفعل وأنه "ما لجرح ميت بإيلام". البقية في حياة اللي ماتوا, لأنهم على الأقل ارتاحوا وضميرهم مش هيعذبهم لأنهم ماتوا, والدور والباقي ع اللي لسه عايشين. والا تفتكروا كان ممكن نعمل حاجة بالناس اللي ككانوا في الاستاد واللي كانوا قدام ميناء سفاجة؟ أفتكروا إن حماسهم للكورة و أهاليهم اللي غرقوا أقل كتير من اللي عندهم للبلد دي, اللي لو انصلح حالها هنكسب مش بس ماتش كورة ...ولكن المستقبل كله؟ ياريت حد يقولهم إن الكارثة ما كانتش صفر المونديال ولا غرق سالم اكسبريس والسلام 98, ولكن فينا إحنا لأننا أسأنا لأنفسنا بالسلبية اللي جابتنا لورا وما بقاش فيه إيجابية إلى لما حاجة تمسنا بشكل شخصي والا ماتش كورة بيدينا شوية متعة وقتية. أخجل كلما وقعت باسمي في أيام حالكة السواد كأيامنا Amal Ewida