«لابد أن نعلم أن قدرنا هو أن مواردنا المائية تأتى من خارج حدود مصر وعلينا أن نوجد فى هذه الدول شئنا أم أبينا».. كانت آخر كلمات د. أحمد رجب نائب رئيس قطاع مياه النيل قبل وفاته بأيام اثر إصابته بمرض الملاريا الخبيثة عقب عودته من جنوب السودان. لم تكن جنوب السودان هى الرحلة الأولى لرجب فسبقها أكثر من 30 رحلة لدول مختلفة من دول حوض النيل، حيث قضى من عمره 3 سنوات كرئيس لبعثة الرى فى جنوب السودان، وبعدها ب 3 سنوات أخرى كرئيس لبعثة الرى فى أوغندا. وقالت زوجته مى رجب «كان يسافر عدة مرات إلى أفريقيا فى العام، ولم تكن هذه المرة الأولى له، وهو ما أثار دهشتنا فى سبب الوفاة فى الوقت الذى لم يصدر التقرير الرسمى عن سبب الوفاة من مستشفى الزهراء بالفيوم حتى الآن». وسادت حالة من الذعر فى وزارة الرى بسبب وفاة الحالة الثانية التى رافقت رجب فى نفس البعثة وهو الصحفى خالد عبدالهادى الصحفى بجريدة المسائية الذى وافته المنية بعد أسبوعين من التأكد من إصابته بالملاريا بجنوب السودان. وفى السياق ذاته، طلبت وزارة الصحة بيانات جميع أعضاء وفود وزارة الرى التى سافرت إلى الدول الموبوءة لحصرها، كما طالبت بسحب عينات من بعثة الرى الأخيرة التى سافرت إلى أوغندا فى مركز مكافحة الملاريا والمعامل المركزية بوزارة الصحة. من جانبه، قال مدير عام الحجر الصحى بوزارة الصحة د. عبدالرحمن فرح، إنه لم يتم اتخاذ أى إجراءات إضافية مع القادمين من دول أفريقيا والمناطق المعروفة بانتشار الأوبئة المعدية مثل الملاريا والحمى الصفراء والكوليرا، مؤكدا أن الإجراء الذى يتبعه الحجر الصحى هو التأكد من تناول التطعيمات اللازمة. وشدد فرح ل«الشروق» على ضرورة مخاطبة أى جهة أو بعثة للقطاع الوقائى بوزارة الصحة قبل السفر إلى الدول الموبوءة ببعض الأمراض المعدية لتقوم الوزارة بإفادتهم بالأمراض الموجودة فى هذه الدول والتطعيمات التى يجب تناولها وتحديد أماكن المراكز الطبية التى يمكن من خلالها الحصول على التطعيم اللازمة قبل السفر.
