أحد الدعاة المعروفين وأنا احترمه وأوقره قال بعد أحداث ما سبيرو: إذا كان الجيش خطا أحمر.. فإن الشعب 10 خطوط حمر"! الكلام كان من قبيل "المزايدة" التي احترفها المشتغلون في السياسة، ووقع في شركها نشطاء إسلاميون. ولا أدري إلى أي سند عقلاني، اعتمد عليه صاحب هذا الكلام ؟!.. ولأني أعرف قائله من خلال مواقفه الوطنية الكبيرة.. فإني اعتبرها من قبيل "الحماسة" وأربأ به أن يكون قد قاله على سبيل ركوب موجة الهجوم على الجيش بحثا عن سهرة "سواريه" مع بنت حلوة على فضائيات مبارك. ما قيمة هذا الشعب أو الدولة المصرية بدون "جيش"؟!.. ولعلي أتساءل هنا ماذا سيكون مستقبل وجود هذا البلد حال انقسم قادة الجيوش واستقل كل واحد منهم بما تحت يده من أراض ومدن ونجوع وقرى؟!.. بالتأكيد سيكون مصيرها محض "أثر" منسي في أحد متاحف الأثار التي لا قيمة لها أصلا. الجيش المصري.. هو رمز وحدة الدولة وسيادة ترابها الوطني ووزنها الدولي والإقليمي.. بل قل هو الدولة ذاتها.. وإذا غاب أو انقسم لم يعد لها من الوجود إلا اطلال وذكرى وتشريد وبهدلة ويمسى مواطنوها "ملطشة" لمن لا يساوي شيئا. ما حدث أمام ماسبيرو، كان في سياق مخطط حقيقي للنيل من الجيش، توطئة لتفكيك الدولة بعد الثورة.. لا يمكن بحال أن نفصل بين مواقع "الفلول" المنتشرة على الأرض وتكامل المهام المسندة إليها والتنسيق فيما بينها.. بدءا من الكنيسة الأرثوذكسية وانتهاءا بفضائيات "الفلول" التي يملكها رجال أعمال مبارك وقوى مالية انتفخت من الخدمة تحت أحذية عائلة الرئيس السابق. هذا الحماس في الدفاع عن الاعتداء القبطي المتطرف المسلح على الجيش، والمظلة الإعلامية للخدمة عليه، باعتباره "بطولة" مسيحية هكذا ألمح خيري رمضان ليلة أمس على قناة الفلول وحشد كافة التيارات السياسية التي تتوقع خسارتها للانتخابات القادمة تحت ألوية الدعم الاعلامي لعتاة الإجرام من قساوسة الفتنة الذين قادوا هذا العدوان على أغلى ما تملك مصر وعلى مركز ثقل وحدتها .. كان فاضحا لشبكة العلاقات والبنى والأنفاق الممتدة بين "الفلول" بدءا من قادتها داخل الكنيسة الأرثوذكسية إلى الإعلام المؤسس من أموال مبارك.. إلى التيارات السياسية المرعوبة من الديمقراطية في مصر. الغريب والمريب أيضا.. أن كل قنوات "الفلول" المتشحة بوشاح الثورة.. تجاهلت أهم انجاز حققه الجيش، واعاد لمصر وزنها وقيمتها الإقليمية التي أهدرها مبارك ونظامه الفاسد.. الكل تجاهل صفقة تبادل الأسرى.. هذا الإنجاز المصري الكبير.. تجاهلوه لأنه انجاز القاهرة الممهور بخاتم الجيش الوطني المصري.. الذي يكرهونه ويعملون على اضعافة والنيل من هيبته بحشد البلطجية ضده نهارا.. وشتيمته على فضايئاتهم ليلا.. "هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون" [email protected]